حث الأسقف أليكس لوديونق، أسقف أبرشية ياي الكاثوليكية، القوات الحكومية وقوات المعارضة على تبني الحوار بدلا من العنف، وذلك في أعقاب اشتباكات وقعت فجر يوم السبت في رعية لاسو، على مشارف مدينة ياي بولاية الاستوائية الوسطى، مما تسبب في حالة من الذعر ونزوح السكان المحليين.
وقال الأسقف، الذي كان في زيارة رعوية سنوية إلى رعية لاسو، إن عطلة نهاية الأسبوع بدأت باحتفالات بهيجة حيث تلقى أكثر من 200 طفل أول مناولة لهم، وتم تثبيت 200 من أبناء الرعية الآخرين خلال عيد انتقال مريم العذراء.
وأشار الأسقف لوديونق إلى أن “رعية كانت حية، والكنيسة كانت ممتلئة، و60 في المائة من المصلين كانوا من الأطفال والشباب”.
ومع ذلك، توقفت الاحتفالات فجأة عندما اندلع إطلاق نار كثيف في حوالي الساعة 4:30 صباح يوم السبت، مما أدى إلى سيطرة المقاتلين المتمردين على مقر كتيبتين لقوات دفاع شعب جنوب السودان في لاسو وليبوقو.
ووفقا للأسقف، فر السكان المذعورون، بمن فيهم الأطفال الصغار، إلى الأدغال، بينما لجأ آخرون إلى داخل الكنيسة بحثا عن الأمان.
وتابع: “أطفال في الخامسة من العمر أو أقل دخلوا الأدغال للاختباء، حتى أولئك المسلحين يجدون صعوبة في البقاء في الأدغال. فما بالك بطفل؟”
على الرغم من عدم مقتل أي مدنيين، قال الأسقف لوديونق إن بعض العائلات تفرقت في حالة الذعر، حيث فقدت إحدى النساء أثر أطفالها بعد أن ركضوا في اتجاهات مختلفة.
وأشاد بالجنود الحكوميين لإظهارهم ضبط النفس بعدم استهداف المدنيين، لكنه أكد أن أي مواجهة، سواء كانت مبررة أم لا، تجلب دائماً الألم للأبرياء، وخاصة النساء والأطفال.
وكرر الأسقف دعوته للسلام، رافضا الاعتقاد بأن الكفاح المسلح يمكن أن يحل تحديات جنوب السودان.
وقال: “الحرب ليست جيدة، ودعونا نتحدث عن قضايانا إذا كانت هناك قضايا، وإذا كنتم تعتقدون أن المواجهة المسلحة هي الطريقة الوحيدة لحل مشكلة هذا البلد، فهذه كذبة، كل مشاكلنا، شئتم أم أبيتم، ستنتهي على طاولة الحوار”.
وحث رجل الدين كلاً من القوات الحكومية وقوات المعارضة على نبذ العنف وتبني الحوار، مذكرا إياهم بأن مستقبل جنوب السودان لا يكمن في البنادق، بل في استعداد شعبه للتفكير معا.
وقال: “البنادق، عندما تتحدث، تدمر، لكن عندما نتحدث بأفواهنا وقلوبنا، فإننا نحل القضايا، فليتكلم الفم، لا السلاح”.