دعت منظمة أطباء بلا حدود MSF إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين وتوزيع أدوية الملاريا المنقذة للحياة، مع دخول جنوب السودان ذروة موسم الملاريا.
وذكرت المنظمة في بيان صحفي حصل علية راديو تمازج، أن نقص الإمدادات على مستوى البلاد، الناتج عن فجوات في نظام التوريد، قد ترك العديد من المرافق الصحية بدون علاج خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وجاء في البيان: “بعض المواقع التي تدعمها المنظمة لم تحصل على أدوية الملاريا أو غيرها من الإمدادات الطبية الأساسية منذ مايو، مما يقوض بشدة جهود الوقاية والعلاج في وقت تتزايد فيه الحالات مع ذروة الموسم”.
وتشير التقارير إلى أن المرافق الصحية العامة في أجزاء من الولايات الاستوائية الوسطى، وواراب، وشمال بحر الغزال، ومنطقة أبيي الإدارية الخاصة، قد نفدت منها أدوية الملاريا. كما تعاني المرافق في مقاطعتي ياي وموروبو من نقص في الأدوية الأساسية منذ مايو، في حين أن العنف المستمر وانعدام الأمن قد قيدا بشكل أكبر الوصول إلى الرعاية الصحية.
وأوضحت المنظمة أنها عالجت أكثر من 44 ألف مريض في تلك المناطق حتى أواخر يوليو، ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد بشكل حاد خلال موسم الأمطار، الذي يتزامن مع ذروة الملاريا من يوليو إلى نوفمبر.
وبدأت منظمة اليونيسف في توزيع ما تبقى من مخزونها من أدوية الملاريا في وقت سابق من هذا الشهر لتغطية 80 مقاطعة، ولكن لم تتلق الإمدادات حتى منتصف سبتمبر سوى 23 مقاطعة في ولايات أعالي النيل، وجونقلي، والوحدة. ومن المتوقع أن يكفي هذا المخزون لشهر أو شهرين فقط.
وقالت الطبيبة سيغريد لامبرغ، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان: “الملاريا حالة طوارئ موسمية يمكن التنبؤ بها ومهددة للحياة في جنوب السودان، ومع ذلك، فإن النقص في المخزون وفشل سلسلة التوريد كل عام يتركان الفئات الأكثر ضعفاً عرضة للخطر. نحث جميع الأطراف على التحرك الآن واستعادة تدفق الأدوية الأساسية”.
لا تزال الملاريا السبب الرئيسي للمرض والوفاة في جنوب السودان، حيث تشكل 30% على الأقل من الوفيات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وتتوقع المنظمة أن حالات الملاريا قد تصل إلى 8.3 مليون حالة في عام 2025، وهو رقم هائل بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 12 مليون نسمة.
وفي عام 2024، وصلت خدمات الصحة العامة إلى أقصى طاقتها خلال ذروة الملاريا. ففي مستشفى أويل الحكومي، على سبيل المثال، استقبل قسم الأطفال ما يصل إلى 400 طفل أسبوعياً في سبتمبر، أي أكثر من ضعف العدد مقارنة بالعام السابق.
وأفاد المستشفى بوجود ما معدله 43 طفلاً يتم إدخالهم يومياً مصابين بالملاريا الحادة، وإجراء 14 عملية نقل دم يومياً. وكان المرفق مكتظاً لدرجة أن بعض المرضى كانوا يعالجون في الممرات.