في خطاب ألقاه اليوم في ساحة الحرية بتوريت أمام آلاف المحتفلين، تساءل أويتو بابتيست، عمدة مجلس بلدية توريت، عن استمرار الصراع والمعاناة ونقص الخدمات في جنوب السودان، على الرغم من مرور 14 عامًا على استقلال البلاد.
تحت شعار “الوحدة في التنوع”، احتفلت ولاية شرق الاستوائية بالمناسبة، حيث أكد العمدة أويتو بابتيست أنه على الرغم من حصول جنوب السودان على استقلالها، إلا أن انعدام الأمن والمعاناة والانقسام لا يزال يشكل فجوة كبيرة.
وأوضح العمدة قائلاً: “نحن الآن أمة، فلماذا تكون هناك حروب أخرى وقد وجدنا استقلالنا؟ لذلك نحث الجميع على الانضمام إلينا في هذه الذكرى الرابعة عشرة وأن يكونوا مسالمين. الوحدة لنا، الوحدة لا تُرى ولكن الوحدة في قلوب شعبنا، فلنتحد. لماذا يجب أن تكون هناك قضايا انعدام الأمن إذا حاربنا من أجل استقلالنا؟ لماذا يجب أن تكون هناك أزمات؟ لماذا يجب أن تكون هناك معاناة؟ بعد أن حصلنا على استقلالنا، لماذا يجب أن تكون هناك معاناة؟ كل هذا من صنع أيدينا”.
من جانبه، أعرب تير منيانق المدير التنفيذي لمركز السلام والمناصرة (CPA)، عن قلقه من أن الحروب والمعاناة المستمرة ستصل إلى مستوى جذري، متهمًا قادة جنوب السودان بالفشل في الوفاء بوعودهم بالتحرير والسلام والوحدة وتقديم الخدمات العادلة.
وحث منيانق الجيل الشاب على تنظيم “تحرير ثانٍ” باستخدام أقلامهم لا البنادق، حتى يحقق التحرير والاستقلال معناهما الحقيقي. وأوضح: “لقد نسي محرّرونا، أولئك الذين حاربوا من أجل جنوب السودان، وعودهم أثناء التحرير. عندما نالت جنوب السودان استقلالها في عام 2011، كان لدى جنوب السودان أمل في أن تتحقق وعود التحرير، ومع ذلك لم يكن الأمر كذلك”.
وأضاف: “معنى الاستقلال هو أن تعيش بكرامة، وأن تمتلك الاحتياجات الأساسية مثل المأوى، والرعاية الصحية، ونظام تعليم ميسور التكلفة في البلاد. بالنسبة لي، هناك حاجة إلى تحرير ثانٍ يقوم به الشباب باستخدام أقلامهم، لا ينبغي أن يذهبوا إلى الأدغال، بل يحتاجون إلى المطالبة بحقوقهم، ويحتاجون إلى اتخاذ خطوات. إذا استمرت هذه البلاد على هذا النحو، أخشى أن تصبح جنوب السودان متطرفة”.

من جهته، أكد لويس لوبونق لوجوري ، حاكم ولاية شرق الاستوائية، على الأمل في أن تتوقف هذه المعاناة، وأن الحكومة ملتزمة بالعمل من أجل السلام.
وشدد على ضرورة أن يركز قادة جنوب السودان ويولوا اهتمامًا خاصًا لجهودهم ومواردهم في تثقيف المواطنين حول أهمية السلام والاستقرار.
وصرح لوجور: “لا يوجد شيء يدعى دائمًا، فالمعاناة التي تشهدها البلاد ستنتهي. شرق الاستوائية هادئة نسبيًا، ولذلك أدعو المجتمعات في شرق الاستوائية إلى الوقوف متحدين في حماية السلام. كما أحث القادة التقليديين، الشباب، النساء، المؤسسات الدينية، والفاعلين السياسيين على توجيه جميع جهودهم ومواردهم نحو توعية شعبنا بقيمة السلام، التعايش، والمصالحة”.
