حث السفير البريطاني لدى جنوب السودان، جاي وارينجتون، القادة على إجراء انتخابات نزيهة، مؤكدا أن بلاده لن تدعم انتخابات تفتقر إلى الشروط الأساسية لأنها ستؤجج الصراع.
واضاف إن المقترح الذي يقول بأن المجتمع الدولي ضد قيام الانتخابات في جنوب السودان لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة.
ودعا إلى حوار سياسي مفتوح وسلط الضوء على جهود المملكة المتحدة للحفاظ على السلام ومساعدة الأزمات الإنسانية في المنطقة.
جاء ذلك خلال حديثه بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك شارلس الثالث في فندق راديسون بجوبا يوم الجمعة.
وحضر الحدث مسؤولون من حكومة جنوب السودان وبرلمانيون ودبلوماسيون وممثلو الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والمجتمع الدولي.
كما شارك في الاحتفال قادة المجتمع المدني في جنوب السودان.
وتابع “سندعو إلى إيجاد مساحة مدنية وسياسية مفتوحة حيث يمكن للأفراد التعبير عن آرائهم السياسية الحقيقية، حتى لو كان ذلك يعني الاختلاف مع حكومتهم، وسندفع أيضًا من أجل مؤسسات ممولة بالكامل قادرة على إدارة الانتخابات ومن أجل قوات مسلحة متكاملة ومحايدة سياسيًا”.
وشدد السفير وارينجتون على الحاجة إلى حوار سياسي لمعالجة القضايا التي حددتها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية منذ عام تقريبًا.
كما أعرب عن دعمه لمبادرة تومايني، مسلطاً الضوء على المساعدة العملية التي تقدمها المملكة المتحدة، مبيناً أنه من المهم ضم الأطراف غير الموقعة على الاتفاقية في عملية السلام، لكن لا ينبغي أن يصبح مبادرة “تومايني” بديلاً عن الاتفاق المنشط أو ذريعة للحفاظ على الوضع الراهن.
وشدد السفير وارينجتون على التزام المملكة المتحدة بالسلام في جنوب السودان، معربًا عن قلقه بشأن الصراعات المستمرة في جميع أنحاء البلاد وآفة العنف الجنسي المرتبط بالصراع.
وحث القادة السياسيين في البلاد على اتخاذ إجراءات حاسمة وضمان المساءلة.
وسلط السفير وارينجتون الضوء على الوضع الإنساني المتردي، وأشار إلى أن ما يقدر بنحو 75٪ من سكان جنوب السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، حتى قبل الزيادات الأخيرة في تكاليف المعيشة.
وذكر أن “2.8 مليون فتاة خارج المدرسة، ولا تزال معدلات وفيات الأمهات من بين أعلى المعدلات في العالم”.
ونصح الدبلوماسي البريطاني حكومة جنوب السودان بزيادة استخدامها للموارد العامة لتلبية احتياجات شعبها.
وقال “من المهم زيادة الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، والتأكد من أن موظفي الخدمة المدنية والعاملين في القطاع العام – المعلمين والعاملين في مجال الصحة والشرطة والقوات المسلحة – يتقاضون أجورهم بشكل عادل وعلى أساس منتظم”.
وأكد أن الشركاء الدوليين، بما في ذلك المملكة المتحدة، سيواصلون دعم شعب جنوب السودان من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية.
وفيما يتعلق بأهمية الاحتفال وتوقعات جلالة الملك شارلس الثالث وشعب المملكة المتحدة، أكد السفير وارينجتون”نريد انتخابات شفافة ونزيهة، وتحسين الإدارة المالية والشفافية وأنا متأكد من أن الجميع في هذه الغرفة يمكن أن يتفقوا مع ذلك”.
وسلط الضوء على العلاقة طويلة الأمد بين جنوب السودان والمملكة المتحدة، مشيراً إلى أنها تسبق استقلال جنوب السودان في يوليو 2011.
وقال “منذ عام 2011، ساهمنا بأكثر من 2 مليار جنيه إسترليني لمساعدة شعب جنوب السودان، وهذا العام، سنضاعف مساعدتنا إلى 111 مليون جنيه إسترليني، مع التركيز على دعم وحماية الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة النساء والفتيات”.
وشرح بالتفصيل مساهمات المملكة المتحدة في مجال الصحة: دعم 512 منشأة صحية، وعلاج 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة، وتطعيم أكثر من 330 ألف طفل، ومساعدة 87 ألف امرأة على الولادة بأمان.
كما احتفل بوصول لقاح الملاريا الذي طورته المملكة المتحدة مؤخرًا إلى جنوب السودان.
وأوضح في مجال التعليم، قدمت بعثة المملكة المتحدة تحويلات نقدية لحوالي 427.500 فتاة، وساعدتهن على الالتحاق بالمدارس، واحتفلت بالوصول إلى مليون فتاة بشكل تراكمي.
وأضاف السفير وارينجتون أن المملكة المتحدة قدمت المساعدات الغذائية إلى 277000 شخص، وخدمات التغذية إلى 35000 طفل دون سن الخامسة، وإدارة المخيمات ومساعدات المياه والصرف الصحي والنظافة لأكثر من 140000 نازح، وخدمات الحماية لـ 45000 من النساء والأطفال الضعفاء، والتحويلات النقدية إلى 46000 شخص فروا من أزمة السودان.