أجبر الحرب الأهلية في جنوب السودان والسودان، السكان على ترك مناطقهم بحثا عن الأمان في دول الجوار. ومع تصاعد الأزمات الاقتصادية والأمنية في العالم، تشعر اللاجئين بقلق كبير من سلامتهم.
وفقا لتقديرات الأمم المتحدة يعيش ما يقرب من 2.2 مليون جنوب سوداني ممن نزحوا قسرا إلى بلدان مجاورة، هرباً من الحرب الأهلية. ويعد السودان موطنا لأكثر من 900 ألف لاجئ من جنوب السودان، ليحتل المرتبة الثانية بعد أوغندا من حيث عدد اللاجئين.
كل عام في 20 يونيو يحتفل العالم باليوم العالمي للأجئين، شعار هذا العام “أي شخص، كان أينما كان، وفي أي زمان له الحق في التماس الأمان” وهذا حق من الحقوق الإنسانية التي يفتقدها مليوني لاجئ من جنوب السودان منذ 2013.
اللاجئون في السودان
في مخيمات اللاجئين في السودان لا تزال الاحتياجات الصحية والإنسانية كبيرة، للاجئي جنوب السودان. وتتمثل بعض التحديات الرئيسية في المخيمات في عدم توافر مياه الشرب، ونقص فرص العمل والقيود على الحركة وعدم كفاية الغذاء.
رئيس معسكر أم صنقور بولاية النيل الأبيض السودانية كونقو لام، في حديثه لراديو تمازج، يقول إن “اللاجئين في معسكر أم صنقور لا يشعرون بالأمان بسبب الأحداث المتكررة من وقت لوقت لآخر بين اللاجئين والمجتمع المضيف”.
ويشرح كونقو، أن مشاكل انقطاع المياه في معسكرات اللاجئين في النيل الأبيض تمثل واحد من التحديات التي يخلق نزاعات بين المجتمع المحلي “المضيف” واللاجئين خاصة فئة الشباب، ويشير إلى أن استمرار قرار منظمات الإغاثة بـ تقليص الحصص الغذائية للاجئين يشكل تحديا أيضا لعدم الاستقرار. وقد يدفع بالعديد للعودة إلى جنوب السودان.
يوحنا أنيونق، هو رئيس مجتمع اللاجئين بمعسكر “الجمعية” في النيل الأبيض، يصف نسبه شعور اللاجئين بالأمان أنها على “مايرام”. لكنه قال إن “نقص المساعدات الإنسانية تشكل أزمة كبيرة أمامهم لعدم الشعور بالأمان من حيث الأمن الغذائي”.
يكشف أنيونق، لراديو تمازج، عن مشاكل تتعلق بجرائم اغتصاب النساء والفتيات “اللاجئات” ترتكبها رعاة الأبقار السودانيون التي تشكل جزءا من المجتمع “المضيف” بولاية النيل الأبيض السودانية، مشيرا إلى أن ذلك يشكل تحديا كبيرا لشعورهم بعدم الأمان.
يقول أنيونق، إن في بعض الحالات يتم القبض على الجناة بالتنسيق مع المجتمع اللاجئين والمضيف، لكن ما ذلك تغيب العدالة في حق ضحايا الاغتصاب.
رئيس الشباب في معسكر الكشافة للاجئين ألبينو أنيانق، يقول إن غياب فرص العمل للشباب اللاجئين في المنطقة أثر على حياة العديد من اللاجئين نسبة للظروف الاقتصادية التي تمر بها السودان وتقليص الحصص الغذائية.
اللاجئون في كاكوما- كينيا
يشكو اللاجئون السودانيون والجنوب سودانيون، في معسكر كاكوما أحد أكبر معسكرات إيواء اللاجئين في كينيا من صعوبة الحياة واحتكاكات مع المجتمع المضيف، وتتسبب دوماً في عدم الاستقرار الأمني.
منهل جمعة، ومهيلا توتو، هن لاجئات هربتهن من جبال النوبة في السودان، قبل “ثماني” سنوات، يشكون لراديو تمازُج، من صعوبة الحياة ومشاكل أمنية في معسكر كاكوما.
تقول منهل، لراديو تمازج، إنها هربت من منطقة تشهد حرباً في السودان، مع ذلك فإنها تشعر بالأمان في معسكر كاكوما لعدم سماعها صوت السلاح. قائلة: “يحدث عدد من الجرائم وعمليات إطلاق النار في المعسكر ولا يوجد مقارنة بالمنطقة التي هربت منها”.
وتضيف منهل، أن حصولها على فرصة الالتحاق بالدراسة في المعسكر يعتبر إنجازا لها، وزادت: “نتعرض للظلم كبير هنا في معسكر كاكوما، وهذا واحد من تحديات الحياة في الغربة وبتال لا نتمتع بحقوقنا الكامل”.
تشكو اللاجئة منهل توتو، من مشاكل السطو الليلي في المنازل داخل المسكر، مشيرة إلى أن ذلك تجعلها تشعر بعدم الأمان. وقالت: “أنا غير متأكدة متى سوف أرجع إلى وطني رغم صعوبات الحياة هنا في كاكوما ولم أستسلم في العودة إلى الوطن إذا كان هناك سلام في السودان”.
اللاجئي إبراهيم، وصل إلى معسكر كاكوما قبل “ثماني” سنوات وهو حاليا مسؤول في لجنة أمن المعسكر. في حديثه لراديو تمازُج، يقول إن “هناك استقرار نسبي للأوضاع اللاجئين من جانب الشعور بالأمان. برغم من الأحداث التي تحدث بين المجتمع المضيف واللاجئين مما تسبب في عدم الاستقرار الأمني في المعسكر.
ويتابع:” لا يمكننا القول إن هناك استقرارا تاما للاجئين في بلد غير بلدهم، لكن المهم هنا هو احترام قوانين البلد المضيف، ونحن في المعسكر نتعامل مع مشاكل الاعتداءات المنزلية التي تهدد أمن المعسكر، وهذا أحيانا تحدث فيها حالات إطلاق النار على اللاجئين من أفراد المجتمع المضيف “.
ويرى إبراهيم، أن من الصعوبة أن يجد اللاجئون استجابة فورية من الشرطة التي تقوم بتأمين المعسكر عند حدوث مشاكل، وزاد:” لدينا مراكز للشرطة المحلية حول المعسكر، لكن استجابتهم بطيء جدا للتصدي للأحداث، لكننا نقوم بتوعية اللاجئين لتجنب المشاكل “.