وفد من الاتحاد الأفريقي يصل إلى جوبا ويلتقي المجتمع المدني

وصل وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأفريقي إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، يوم الأحد في مهمة تستغرق ثلاثة أيام، وذلك في ظل تصاعد التوترات السياسية والأمنية التي تهدد اتفاق السلام الهش المبرم عام 2018، وتثير المخاوف من العودة إلى حرب شاملة.

كان في استقبال الوفد، الذي أرسله مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، السفير كورينق باك، المدير العام للتعاون المتعدد الأطراف بوزارة الخارجية في جنوب السودان. وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود دبلوماسية مكثفة لإنقاذ الاتفاق المنشط لحل النزاع في جنوب السودان الذي يواجه صعوبات.

وعقب وصول الوفد الأفريقي التقى الوفد بمجموعات من المجتمع المدني وقادة دينيين، حيث قدموا مطالب عاجلة لمنع المزيد من الأزمات واستئناف الحوار الشامل.

أفادت مصادر مطلعة لردايو تمازج، أن مقترحات المجتمع المدني شملت عقد اجتماع للأطراف جميعها لإحياء اتفاق السلام، والإفراج عن المعتقلين من مسؤولي المعارضة، وتعزيز وقف إطلاق النار، وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد لحل الجمود السياسي.

وأن ممثلي المجتمع المدني، يدعو على نحو خاص إلى الإفراج عن النائب الأول لرئيس الجمهورية، رياك مشار، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ 26 مارس.

تأتي هذه الزيارة عقب تحذير مجلس الاتحاد الأفريقي الأخير بشأن تدهور الوضع في جنوب السودان، مشيرا إلى انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار، واعتقالات سياسية، وتآكل الثقة بين الفصائل المتحاربة سابقًا.

من المتوقع أن يلتقي الوفد مع كبار المسؤولين الحكوميين ليوم الاثنين، لكن لا يزال هناك تشكيك حول مشاركة فصيل مشار في هذه الاجتماعات.

وتتزامن مهمة الاتحاد الأفريقي مع تزايد الإحباط من الدول الغربية، حيث أصدرت سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا واليابان وهولندا والنرويج بيانا مشتركا يوم الأربعاء الماضي، طالبوا بالإفراج عن المعتقلين، وأدان فيها تصاعد العنف والهجمات على عمال الإغاثة، محذرة من عودة محتملة للصراع الواسع.

على صعيد متصل، قبل وصول الوفد الأفريقي إلى جوبا، في منشور على فيسبوك اتهم رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بالإنابة، ناثانيال أويت، الاتحاد الأفريقي بالتحيز، واصفا الزيارة بأنها “مهمة ولائم” وادعى أن الاتحاد الأفريقي يخدم مصالح الرئيس سلفا كير فقط، متعهدا بأن مجموعته ستسعى لتحقيق السلام “بشروطها الخاصة”.

وفي رسالة منفصلة مؤرخة في 9 أغسطس، اطلعت عليها راديو تمازج، اتهم أويت حكومة الرئيس سلفا كير بتعطيل المحادثات عبر إلغاء اجتماع كان مقررا بين الاتحاد الأفريقي والموقعين على اتفاق السلام.

وقال إن هذه الخطوة تثبت “غياب الإرادة السياسية” لدى كير لإنهاء الأزمة، وقال: “الإلغاء هو عرقلة أخرى من جانب الرئيس سلفا كير لاستعادة السلام”.

وادعى أن مجموعته تم “استبعادها” من المشاورات مع الاتحاد الأفريقي، على الرغم من دورها في اتفاق 2018، وحذر من أن أي نتائج تخرج بها زيارة الوفد ستكون منحازة لفصيل كير. و

وتابع “التقارير التي ستصدر عن هذه الزيارة ستكون من طرف واحد”، وحث الاتحاد الأفريقي على تجاهلها.

اتفاق السلام لعام 2018، الذي وقعه كير ومشار وقادة آخرون، أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات، وأنشأ حكومة انتقالية مكلفة بصياغة دستور، وتوحيد القوات المسلحة، والتحضير للانتخابات. ومع ذلك، بعد مرور ما يقرب من سبع سنوات، لا تزال بنود رئيسية من الاتفاق دون تنفيذ.