ناشدت سلطات ولاية شرق الاستوائية في جنوب السودان المواطنين التخلي عن خطاب الكراهية، مشيرة إليه باعتباره محركاً رئيسياً لتصاعد الصراعات في البلاد.
جاءت هذه الدعوة خلال افتتاح ورشة عمل استمرت يومين في مدينة توريت يوم السبت، ركزت على تطوير استراتيجية إعلامية واتصالات عامة لمكافحة خطاب الكراهية. ونُظِّم الحدث من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة بناء السلام الوطنية بالتعاون مع هيئة الإعلام، وبتمويل من الوكالة الكورية للتعاون الدولي.
وقال إيليا جون، وزير الإعلام بولاية شرق الاستوائية، أن الحكومة اختارت “السلام فوق كل شيء”، وأن تجنّب خطاب الكراهية أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف.
وتابع: “خطاب الكراهية الذي ينتشر في مجتمعاتنا يهدد السلام، ونحن نُنتج تلك الكلمات سواء عن علم أو غير علم، والكلمات تبرر أفعالنا، إما للإقصاء أو لتعزيز العنف بين مجتمعاتنا”.
وأشار تحديداً إلى الألفاظ العرقية التي تُشعل الانقسام، مستشهداً بأمثلة مثل “نيام نيام” لأهالي الإقليم الاستوائي، و”جينقي” لمجتمع الدينكا، وعبارة “لوتوكو بلا قيمة”.
كما وجه رسالة إلى الصحفيين، وحثهم على عدم “الانسياق لاستخدامهم كأداة لنشر خطاب الكراهية”، وقال: “مسؤوليتنا أن نتأكد من أن ما نتشاركه مع شعبنا هو شيء سيعزز تعايشنا السلمي”.
وشارك في الورشة أكثر من 50 مسؤولاً حكومياً محلياً من مقاطعات ولاية شرق الاستوائية الثمانية. ووفقاً للمنظمين، يهدف اللقاء إلى تحديد وتحليل خطاب الكراهية، والدعاية، والمعلومات المضللة.
وقالت مارغريت لادو، محللة لشؤون السلام والتماسك المجتمعي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن الورشة سيساعد على تحديد أصحاب المصلحة ووضع استراتيجية وطنية. ووصفت الورشة بأنها جزء من سلسلة تُعقد في مناطق أخرى، بما في ذلك جوبا وواو وواراب.
من جانبه، أكد أبراهام دينق قرنق، مدير التنسيق والعلاقات العامة بوزارة بناء السلام الوطنية، أن هذه المشاورات ستساعد البلاد في تطوير إطار عمل لمواجهة المشكلة.
وتابع: “لقد ساهم خطاب الكراهية على نحو مباشر وغير مباشر في الصراع، إنه عامل رئيسي يزيد حدة معظم الصراعات وتضخيمها، وقبل أن يكون هناك صراع، يجب أن يكون هناك خطاب كراهية”.
كما أقر أوكسيليو أودومي رايموندو، المدير العام لوزارة بناء السلام بولاية شرق الاستوائية، بأن خطاب الكراهية يساعد على تأجيج الصراع في جنوب السودان. وشدد قائلا: “يجب أن يبدأ السلام معنا، علينا أن نتوقف عن التلفظ بكلمات تسبب الصراع بين مجتمعاتنا”.