مقتل “4” مدنيين جراء قصف طائرات الجيش مستشفىً أطباء بلا حدود في بلدة فانجاك القديمة

A sreen grab of a video of MSF trying to put out a fire at the Old Fnagak Hospital after it was bombed by SSPDF planes. (Courtesy)

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، وهي منظمة خيرية طبية إنسانية، أن مستشفاها في بلدة فانجاك القديمة بمقاطعة فانجاك بولاية جونقلي تعرض للقصف من قِبل طائرات قوات دفاع شعب جنوب السودان في الساعات الأولى من صباح السبت، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

يأتي هذا القصف في ظل تصاعد التوترات في أجزاء من البلاد، وخاصة في منطقة أعالي النيل، منذ بداية هذا العام. 

وكانت فانجاك إحدى المقاطعات التي صنفتها حكومة جوبا الأسبوع الماضي على أنها “معادية”.

وقعت الغارة الجوية بعد يوم من تصريح المتحدث باسم الجيش، اللواء لول رواي كوانق، بأن هناك تقارير من الاستخبارات العسكرية، ومن جهات مختلفة أشارت إلى أن عدة صنادل وقوارب – بما في ذلك واحدة تابعة للأمم المتحدة وأخرى مملوكة لرجل أعمال سوداني – قد اختطفت من قبل مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة والجيش الأبيض في مقاطعتي فانجاك ولير في ولايتي جونقلي والوحدة.

وأبلغت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان راديو تمازج يوم الجمعة، أنه لم يكن لأي من أصول البعثة علاقة بمثل هذا الحادث. ولم يتسن الاتصال بوكالات الأمم المتحدة الأخرى للتأكد من ذلك.

وفي بيان موجز على موقع X (تويتر سابقًا)، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن صيدلية المستشفى قد دُمرت، وفُقدت جميع الإمدادات الطبية، وأن هناك تقارير عن مقتل وإصابة أشخاص.

وأضاف البيان “أوقفوا القصف، احموا المدنيين، احموا الرعاية الصحية”.

وأدان مامان مصطفى، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، بشدة تدمير مستشفى فانجاك القديمة.

وصرح قائلاً “كان هذا المرفق هو المصدر الوحيد للرعاية الصحية المنقذة للحياة لأكثر من 40 ألف شخص. إن الهجمات على المرافق الطبية أمر غير مقبول، ويمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي”.

 ودعا جميع أطراف النزاع إلى ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية الإنسانية، واحترام الخدمات الطبية في جميع الأوقات.

وفي الوقت نفسه، صرّح محافظ مقاطعة فانجاك، بيل بطرس بيل، لراديو تمازج يوم السبت، بأن الهجوم على بلدة فانجاك القديمة وقع حوالي الساعة الرابعة صباحًا يوم السبت، ونفذته طائرتان حربيتان بدون طيار.

وقال “وصلت الطائرات الحربية إلى فنجاك القديمة، وهي مركز مدني، وقصفتها، مما أدى إلى نزوح أكثر من 30 ألف شخص من البلدة. هذه الطائرات الحربية تابعة لحكومة جنوب السودان”.

وتابع “اطلعنا (الجمعة) على بيان للمتحدث باسم الجيش، الجنرال لول رواي، يفيد بأنهم سيستهدفون مقاطعة فنجاك ومناطق أخرى مثل مقاطعة لير في ولاية الوحدة. وبالفعل، نفذوا هذا البيان اليوم، وقصفوا بلدة فانجاك، وهي مركز مدني لا علاقة له بأي أنشطة عسكرية”.

وأضاف المحافظ بيل “هناك ضحايا، وتشير التقارير التي جمعناها من البلدة إلى مقتل أربعة أشخاص، من بينهم رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر، وسيدة، وشابان، نتيجة القصف”.

وأضاف أن مستشفى منظمة أطباء بلا حدود الذي تديره فرنسا في بلدة فانجاك القديمة تعرض للقصف أيضًا، واحترقت الصيدلية بالكامل.

وأعرب بيل عن أسفه قائلاً “لقد أحرقوا المكان الوحيد الذي يحصل فيه المدنيون على الأدوية. حتى الآن، تمكنا من تحديد هوية 25 مدنيًا مصابًا، بعضهم في حالة حرجة، لا نعرف كيف سينجو المصابون؛ لأن المصدر الوحيد للأدوية قد احترق. ما زلنا نجمع المزيد من المعلومات عن القتلى والجرحى وسنقدم تقريرًا نهائيًا”.

وتساءل عن سبب قتل الحكومة لمواطنيها باستخدام الموارد الطبيعية للبلاد.

وقال المسؤول “هؤلاء الناس في فانجاك، كغيرهم في المناطق الأخرى، يُقتلون لأنهم من النوير، وبسبب تصور الحكومة أنهم مرتبطون بالحركة الشعبية لتحرير السودان (فصيل المعارضة) وجناحها العسكري”. 

وأضاف: “فنجاك من بين مقاطعات النوير التسع التي وصفها وزير شؤون مجلس الوزراء الدكتور مارتن إيليا لومورو مؤخرًا بأنها معادية للحكومة. وبالفعل، تم تنفيذ ما أبلغه لومورو”.

وناشد بيل الحكومة بالتوقف عن استخدام الموارد الطبيعية للبلاد لقتل شعب جنوب السودان، والتوقف عن قتل جماعة النوير بسبب هويتهم. 

ووفقًا للمحافظ بيل، فإنّ تصنيف شعب النوير من قِبل الوزير لومورو والحكومة يُمثّل إبادة جماعية.

وقال “إذا لم يتحرّك المجتمع الدولي الآن، فسوف يندمون كما حدث خلال الإبادة الجماعية في رواندا عام ١٩٩٤، ونحن لا نريد هذا”.

من جانبه، حثّ تير منيانق، ناشط في المجتمع المدني والمدير التنفيذي لمركز السلام والمناصرة (CPA)، على الحوار، وقال إنّ الهجوم على فانجاك يُعمّق انعدام الثقة في اتفاق السلام المُنشط لعام ٢٠١٨.