مجلس الكنائس يطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في جنوب السودان

الأسقف بادي اراما - صورة @راديو تمازج - 22 ديسمبر 2025

ناشد مجلس كنائس جنوب السودان، اليوم الاثنين، الحكومة الانتقالية في البلاد، لبناء الثقة قبيل احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وذلك عبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، في إطار جهود تهدف إلى تخفيف حدة التوترات وإحياء الحوار الشامل.

تأتي هذه المناشدة بعد مصادقة الحكومة على تعديلات في اتفاق السلام لعام 2018، تضمنت إزالة مواد قالت الحكومة إنها تعرقل الطريق نحو انتخابات 2026. وبينما اعتمدت عدة أطراف في الاتفاق هذه التعديلات، وصرحت المجموعة التي يقودها النائب الأول للرئيس “الموقوف”، رياك مشار، بأنه اُسْتُبْعدت، مما أثار مخاوف بشأن شمولية العملية التي يقودها الرئيس سلفا كير.

ويُعد مشار، الذي يخضع للمحاكمة حالياً، من بين مجموعة من المسؤولين رهن الإقامة الجبرية في جوبا، وتضم المجموعة أيضاً النائب السابق للرئيس بنجامين بول ميل، ومدير المخابرات السابق الجنرال أكول كور.

في مؤتمر صحفي عقده بجوبا، قال رئيس المجلس، المطران جاستن بادي أراما، إن موسم الأعياد يأتي في وقت يواجه فيه المواطنون “معاناة هائلة” تتمثل في الأزمات الاقتصادية، وانعدام الأمن، وفقدان الثقة بالقيادة السياسية.

وتابع: “يأتي عيد الميلاد هذا العام وسط تحديات اقتصادية قاسية، واستمرار لأعمال العنف والقتل، وإن شعبنا الذي يكافح من أجل لقمة العيش، ولا يطمح إلا للسلام، لا يزال يعاني”.

وأشار بادي إلى أن الثقة العامة تضررت بشدة بسبب الفشل المتكرر في التنفيذ الكامل لاتفاقيات السلام، وحث القادة السياسيين على التخلي عن خيار الحرب والسعي نحو حوار صادق، مضيفاً: “نحث قادتنا على وقف كافة أشكال الحرب، فلا يوجد منتصر فيها”، مؤكداً أن الحوار يجب أن يرتكز على الحقيقة والتسامح.

وشدد بادي على ضرورة أن تُظهر الحكومة التزاماً بالمصالحة عبر إطلاق سراح المعارضين السياسيين المعتقلين، أو الذين يواجهون تهماً ذات دوافع سياسية. وقال “كل حوار يبدأ بتسامح حقيقي، وعلى حكومة جنوب السودان أن تكون قدوة عبر إطلاق سراح جميع المعارضين السياسيين، مهما كانت التهم الموجهة إليهم، سواء كانوا معتقلين، أو يخضعون لمحاكمات في جوبا”.

كما دعا إلى فتح “صفحة جديدة” من خلال حوار سياسي شامل يضم جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجموعات الرافضة للاتفاق، مؤكداً أن العملية الموسعة هي السبيل الوحيد لاستعادة السلام والوحدة.

وفي رسالته للجمهور، شجع بادي مواطني جنوب السودان على عدم فقدان الأمل رغم الظروف الصعبة، مذكراً بأن رسالة الميلاد هي رسالة فرح وتجدد وسلام. واختتم كلمته بمناشدة الشركاء الإقليميين والدوليين لمواصلة دعم جهود السلام، محذراً من تصاعد مشاعر الإحباط واليأس بين المواطنين.