لومورو يصر على تنفيذ اتفاق السلام بالرغم من الثغرات

قال وزير شؤون مجلس الوزراء في جنوب السودان، مارتن إيليا لومورو، يوم الاثنين إن السلام يظل “شريان الحياة” للبلاد، ودافع عن تقدم الحكومة في تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة عام 2018. ومع ذلك، فإن الفجوات في تنفيذ الاتفاقية لا تزال تثير الشكوك حول ما إذا كان السلام الهش في البلاد يحقق تغييرًا ملموسًا للمواطنين العاديين.

وفي كلمة ألقاها في ندوة مشتركة نظمتها السفارة الصينية وجامعة جوبا، قال لومورو إن الاتفاقية المنشطة لتسوية النزاع في جمهورية جنوب السودان، قد قدمت إطارًا “لإسكات البنادق” واستعادة الاستقرار السياسي بعد سنوات من الصراع الداخلي.

وأضاف لومورو، في إشارة إلى اللجنة رفيعة المستوى المكلفة بالإشراف على تطبيق الاتفاقية: “التنفيذ كان مليئًا بالتحديات، لكنه يظل خارطة طريقنا الأكثر أهمية”.

على الرغم من نبرة الوزير المتفائلة، شهدت عدة بنود رئيسية في الاتفاقية تأخيرات متكررة، بما في ذلك توحيد القوات المسلحة، وإصلاحات المالية العامة، والتحضير للانتخابات الوطنية.

لم يتطرق لومورو بشكل مباشر إلى وتيرة التنفيذ، لكنه أكد أن “السلام ليس مهمة مؤسسة واحدة فقط”، واصفًا إياه بأنه مسؤولية مشتركة بين الجهات السياسية والدينية والمجتمعية.

وأشاد لومورو ببكين لدورها في تطوير البنية التحتية، مشيرًا إلى “مشاريع ملموسة” تتراوح من إنشاء الطرق إلى برامج المنح الدراسية والتعاون في مجال الطاقة. وقال: “من الطرق إلى المستشفيات، ومن المنح الدراسية إلى نقل التكنولوجيا، وقفت الصين معنا بطرق عملية”.

وأعاد لومورو التأكيد على أن مواطني جنوب السودان “يجب أن يروا تحسينات ملموسة” في حياتهم اليومية، بما في ذلك الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية. وأضاف: “التنمية هي المكسب الحقيقي للسلام. بدون تقدم ملموس، سيظل السلام هشًا”.

مع تحديد موعد مبدئي للانتخابات الوطنية في ديسمبر 2025، يقول المراقبون إن الأشهر القادمة ستختبر قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها تجاه السلام.

وأكد لومورو أن خارطة الطريق لا تزال سليمة، مستشهدًا بالجهود الأخيرة لتحسين البنية التحتية للمطارات والحصول على الطاقة كـ”دليل مرئي على أن السلام يعمل”.

ودعا المواطنين والشركاء الدوليين إلى الالتزام بالسلام والتنمية الشاملة، قائلاً: “هذه لحظة حاسمة بالنسبة لنا، إنها فرصة لتحويل السلام من مجرد ورقة إلى واقع عملي”.

من جانبها، قالت القائمة بالأعمال في السفارة الصينية، هاو ينغ، إن السلام والتنمية في جنوب السودان “مترابطان بشكل عميق”، محذرة من أنه بدون بيئة مستقرة، فإن التنمية المستدامة ستكون “مستحيلة”.

ورحبت الدبلوماسية الصينية بتأكيد الرئيس سلفا كير ميارديت مؤخرًا التزامه بعدم عودة جنوب السودان إلى الحرب.

وفي إشارة إلى العلاقات الأوسع بين الصين وأفريقيا، سلطت هاو الضوء على إعلان الرئيس الصيني شي جينفينغ في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي العام الماضي، حيث تعهدت الصين بالعمل المشترك على 10 إجراءات شراكة تهدف إلى تعزيز التحديث في جميع أنحاء القارة الأفريقية على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

كما أكدت مجددًا التزام الصين بالتعاون التنموي مع جنوب السودان، مشيرة إلى أن السفارة تعمل بشكل وثيق مع الحكومة لدفع العديد من المشاريع المدعومة بالمساعدات. وتشمل هذه المشاريع المرحلة الثانية من مستشفى جوبا التعليمي، وحفر الآبار في جميع أنحاء البلاد، والمبادرات التكنولوجية على مستوى المدن، ومشروع “المدينة الآمنة” الذي يهدف إلى تحسين البنية التحتية والأمن الحضريين.

وأعربت هاو عن أملها في أن يقدم المنتدى، الذي ركز على مواضيع السلام والتنمية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، رؤى هادفة ويعزز العلاقات الثنائية بين الصين وجنوب السودان.