فيضانات مدمرة تُشرّد آلاف النازحين وتفاقم الأوضاع الإنسانية في طمبرا

تسببت الأمطار الغزيرة في مقاطعة طمبرا بولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان في نزوح أكثر من 17 ألف نازح داخلي، حيث دمرت الفيضانات الشديدة ملاجئهم المؤقتة، وزادت المخاوف بشأن تفشي الأمراض.

وأكد ماثيو مابينقي، محافظ مقاطعة طمبرا، لراديو تمازج أن الأمطار الغزيرة التي هطلت مساء “الأحد”، أدت إلى تدمير شامل لملاجئ النازحين في جميع أنحاء المقاطعة. ووصف الوضع بأنه “مأساوي”، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار والنساء الحوامل وكبار السن الذين يضطرون للنوم في العراء بعد انهيار أكواخهم المصنوعة من مواد محلية.

وأطلق المحافظ نداء استغاثة عاجلا للحصول على الغذاء والدواء والمواد غير الغذائية ومواد الإيواء، مشيرا إلى أن المتضررين فقدوا كل شيء. كما طالب بتوفير الأدوات الزراعية والبذور لمساعدة السكان على استئناف حياتهم.

وفي مخيم الثكنات، الذي يُعد من أكثر المناطق تضررا، وصف السكان الفيضانات بأنها الأسوأ منذ نزوحهم؛ بسبب النزاع قبل سنوات. وقالت هيلين ماريو، وهي أم لأربعة أطفال “لقد مرّت خمس سنوات على وجودنا في هذا المخيم، لكن هذا الفيضان هو الأسوأ إطلاقا، ونحن محاصرون بالمياه، والطرق مقطوعة، وخيامنا دُمرت، ولا يوجد طعام أو دواء، وأطفالنا يتقيأون، ولا نستطيع حتى إشعال النار للطهي، إنها كارثة حقيقية”.

وقالت إيدا إيناسيو كازيما، وهي نازحة منذ فترة طويلة بمخيم الأمم المتحدة: “نحمد الله على سلامتنا، لكننا فقدنا كل شيء – لا يوجد لدينا صابون أو ملح، والبرد شديد على كبار السن. ملاجئنا قديمة وضعيفة للغاية، ولا تتحمل هذه الأمطار”.

وعبّر إدوارد نافوني، وهو نازح آخر، عن إحباطه الشديد لعدم استجابة المناشدات المتكررة للمساعدة، قائلاً “لقد رفعنا أصواتنا على نحو متكرر، لكن لم تصلنا أي مساعدة، والجميع هنا يعيشون في المياه، وكبار السن يعانون بشدة، ونشعر بأننا منسيون تماما”.

وتتصاعد المخاوف الصحية إلى حد بعيد مع تزايد أعداد المصابين بأمراض مرتبطة بالفيضانات. وأوضح الدكتور قبريال إسينايتو، المدير الطبي في عيادة المخيم: “نشهد أعدادا متزايدة من المرضى الذين يعانون القيء والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي، وهناك خطر حقيقي من تفشي وباء الكوليرا إذا لم يتم التدخل الفوري، وطاقتنا الاستيعابية محدودة للغاية”.

وتناشد السلطات المحلية والعاملون في المجال الإنساني بضرورة التحرك العاجل لتجنب وقوع أزمة إنسانية شاملة في مقاطعة طمبرا، وتقديم المساعدات الضرورية للمتضررين في أسرع وقت ممكن.