أثار مسؤولو التعليم في ولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان، يوم الأربعاء ناقوس الخطر بشأن تأثير انعدام الأمن واسع النطاق وتأخر رواتب المعلمين على أداء الطلاب، مشيرين إلى أن معدل النجاح في الامتحانات الثانوية الوطنية الأخيرة بلغ 59% فقط.
كشفت نتائج شهادة جنوب السودان للتعليم الثانوي لعام 2024 عن تراجع مستوى التعليم بالولاية.
وفقاً لمديرية التعليم بالولاية، فقد جلس 1,268 طالبا للامتحانات، نجح منهم 748 طالباً، بينما رسب 868 طالباً، بما في ذلك 389 طالبة و 479 طالباً.
وتفاوت الأداء إلى حد بعيد حسب المقاطعة. سجلت مقاطعتي إيبا و انزارا أفضل أداء، حيث حققت كل منهما معدلات نجاح تزيد عن 90%. في المقابل، سجلت مقاطعة مندري الشرقية أدنى معدل نجاح بنسبة 31.5%. كما أظهرت المدارس الخاصة اختلافات كبيرة، حيث حققت كل من مدرسة القديس تيموثي الثانوية في انزارا ومدرسة الجيل الجديد الثانوية في مندري الغربية معدل نجاح بلغ 100%.
وربط إيليا زكريا، مدير التعليم بالولاية، الأداء الضعيف العام للولاية مباشرة بعاملين أساسيين: هجرة المعلمين بسبب الرواتب المتأخرة، وانعدام الأمن الذي عطل العام الدراسي.
وقال زكريا خلال إعلانه لنتائج امتحانات الصف الرابع على مستوى الولاية في يامبيو: “تخلى العديد من المعلمين عن الفصول الدراسية بسبب عدم دفع رواتبهم، بينما أدى انعدام الأمن إلى تعطيل عملية التعليم في عدة مقاطعات”.
وأكدت ديانا جورج، رئيسة لجنة شؤون الأعضاء في الجمعية التشريعية للولاية، أن الوضع الأمني أجبر العديد من العائلات على إبقاء أطفالهم في المنزل. وسلطت الضوء على أن العنف في طمبرا، وناجيرو، وأجزاء من مندري كان له تأثير مباشر على الحضور المدرسي.
وقالت: “لا يمكن للمعلمين التدريس دون أجر، ويخشى الآباء إرسال أطفالهم إلى المدرسة”، وحثت حكومتي الولاية والوطنية على معالجة كلا التحديين بشكل عاجل.
ردد الناشط في المجتمع المدني، إدموند ياكاني، هذه المخاوف، محملاً الاضطراب السياسي، وانعدام الأمن، والرواتب غير المدفوعة مسؤولية التدهور المنهجي في جودة التعليم.
وقال: “يجب على القادة حل الخلافات السياسية، ودفع رواتب المعلمين في الوقت المحدد، واستعادة السلام حتى يتمكن قطاع التعليم من التحسن”.
وأضاف سيلفستر رواتي، رئيس شباب ولاية غرب الاستوائية، أن التأخير الطويل في صرف الرواتب أدى إلى إحباط شديد للمعلمين، مما يؤثر سلباً بدوره على الطلاب. وقال: “يجب على الولاية تحسين الأمن وضمان دفع رواتب المعلمين فورا”.
وسط الدعوات للتحرك الحكومي، دعا أحد أفراد المجتمع في يامبيو، الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من الانتقام، إلى تحمل مسؤولية مشتركة، قائلاً إنه يجب على الآباء أيضاً دعم تعليم أطفالهم.
وتجدر الإشارة إلى أن التوترات السياسية في البلاد أثارت أعمال عنف في أجزاء من ولاية الاستوائية الغربية.