أعلنت قوات دفاع شعب جنوب السودان “الحكومية” يوم السبت، سيطرتها الكاملة على منطقة ونكور الحدودية الاستراتيجية في منطقة روينق الإدارية، بعد أن طردت قوات الجيش الشعبي في المعارضة. يُعتبر هذا أول تغيير للسيطرة على المنطقة منذ ثماني سنوات.
يأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة من استيلاء القوات الحكومية على تونجة، عاصمة مقاطعة فنيكانق المجاورة في ولاية أعالي النيل. وذكرت القوات الحكومية أنها سيطرت على ونكور “بدون خسائر”.
وتُعد منطقة ونكور ذات أهمية استراتيجية، حيث تحدّ ولاية جنوب كردفان السودانية من الشمال، وولاية أعالي النيل “مقاطعة فنيكانق” من الشرق، وولاية جونقلي من الجنوب الشرقي، وولاية الوحدة من الجنوب والغرب.
وقام الجنرال كونق طو، نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات في قوات دفاع شعب جنوب السودان، بزيارة المنطقة يوم السبت. وصرح لراديو تمازُج بأن السيطرة تمت بعد ظهر يوم الجمعة، مضيفًا: “تم تحرير منطقة ونكور بدون خسائر، وقواتنا تتمتع بمعنويات عالية. ما يتبقى هو تطهير الطريق من المنطقة إلى تونجة”.
ودعا الجنرال طو المواطنين إلى العودة إلى المنطقة المحررة، مؤكدًا على ضرورة إسكات البنادق في البلاد لتمكين الناس من التركيز على الإنتاج الزراعي والحيواني دون خوف. كما حثّ قوات المعارضة على إلقاء أسلحتهم، مؤكدًا أن الناس تعبوا من الحرب.
وأشار إلى أن عائلات جنود المعارضة الذين تم العثور عليهم في ونكور سيتم التعامل معهم بإنسانية، واصفًا إياهم بـ “المدنيين الأبرياء”.
وفي سياق متصل، أصدر جيمس مونجلواك مجوك، وزير الإعلام في منطقة روينق الإدارية، بيانًا يوم الجمعة أكد فيه السيطرة على ونكور، مهنئًا القوات الحكومية على “شجاعتهم وتفانيهم في استعادة السلام والاستقرار”.
يُذكر أن القوات الحكومية عثرت في المنطقة على العديد من الأسر، بما في ذلك نساء وأطفال وكبار سن يُعتقد أنهم أقارب لجنود المعارضة الذين انسحبوا من المنطقة، وهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.
لم يتسنَ لراديو تمازج الوصول إلى الجيش الشعبي في المعارضة للحصول على تعليق فوري.

تجدر الإشارة إلى أن قوات دفاع شعب جنوب السودان وقوات الجيش الشعبي في المعارضة، هما من الأطراف الموقعة على اتفاقية السلام المنشطة لعام 2018، التي هدفت إلى إنهاء حرب أهلية أودت بحياة ما يقدر بنحو 400 ألف شخص.
يواجه اتفاق السلام تحديات كبيرة، حيث لم تُنفذ الأحكام الرئيسية منه، مثل توحيد القوات وصياغة دستور دائم وخطط لإجراء انتخابات وطنية. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن البلاد قد تنزلق مرة أخرى إلى صراع شامل، بينما حثت الولايات المتحدة والعديد من السفارات الغربية الحكومة الانتقالية مرارًا على تهدئة التوترات.