أكد نائب رئيس جنوب السودان، الجنرال تعبان دينق قاي، يوم السبت، أن اتفاقية السلام لعام 2018 لا تزال قائمة، رغم الإقامة الجبرية الأخيرة لنائب الرئيس الأول، الدكتور ريك مشار، مؤكدًا أن المسألة قانونية وليست سياسية.
أدلى قاي، الذي يرأس مجموعة البنية التحتية الحكومية، بهذه التصريحات خلال زيارة إلى ولاية الوحدة، مسقط رأسه، حيث سعى إلى تخفيف التوترات التي أعقبت اعتقال الدكتور مشار أواخر مارس.
أمر الرئيس سلفا كير بوضع الدكتور مشار، خصمه اللدود وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة، تحت الإقامة الجبرية، مشيرًا إلى تورطه المزعوم في أعمال عنف في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل.
قال قاي في تجمعٍ بمقاطعة ربكونا “لا يظننّ أحدٌ أن السلام ينهار بسبب هذا”.
وأضاف “اتفاقية السلام صامدةٌ؛ لأنها وُقِّعت من قِبَل الأطراف لإنهاء الحرب. إن اعتقال شخصٍ مثل الدكتور رياك مشار مسألةٌ قانونية”.
وأكد أن الدكتور مشار سيخضع لإجراءاتٍ قانونية، مبيناً “القانون هو الذي سيُحدِّد ما إذا كان قد ارتكب جريمةً أم لا”.
عُيِّن قاي، العضو في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يتزعمه كير، نائبًا للرئيس عام ٢٠٢٠ في إطار اتفاق تقاسم السلطة الذي أنهى حربًا أهليةً وحشيةً استمرت خمس سنوات.
وتأتي زيارته لولاية الوحدة في ظلِّ توتراتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ متصاعدة، مع مخاوف من أن يُؤدِّي اعتقال الدكتور مشار – وهو من أبناء الولاية – إلى إعادة إشعال الصراع.
وفي حديثه إلى المجتمعات المحلية في مقاطعتي روبكونا وقويت، نقل قاي رسالةً من الرئيس كير، حثَّ فيها مواطنو جنوب السودان على التركيز على التنمية بدلًا من الصراع.
وقال “لقد قطع رئيسنا وعدًا واضحًا: يجب ألا نرى حربًا مرة أخرى. الحرب القادمة يجب أن تكون ضد التخلف والأمية والمرض والجوع. هذه دعوة نبيلة يجب أن نتقبلها جميعًا”.
كما تناول المظالم التاريخية والنزاعات المستمرة بين المجتمعات المحلية، بما في ذلك مجتمعات بول وليك وجيكاني نوير، وحثّهم على حل النزاعات عبر القنوات القانونية بدلًا من العنف.
وتابع “حدودنا المحلية لا تزال قائمة كما كانت عام ١٩٥٦. إذا اعتقد أي شخص أن أرضه تُنتهك، فعليه اللجوء إلى الوسائل القانونية بدلًا من إثارة الكراهية”.
واتهم قاي السياسيين باستغلال الانقسامات العرقية لتحقيق مكاسب شخصية، داعيًا المجتمعات إلى رفض مثل هذه الأساليب.
ورحب كبير السلاطين شيلواك فوك، متحدثًا باسم مجتمع ليك نوير، برسالة السلام التي وجهها نائب الرئيس قاي، لكنه دعا إلى تقديم خدمات منصفة وسيادة القانون.
قال الزعيم فوك “أخبروا [الرئيس كير] أنه رئيس جميع قبائل جنوب السودان. سندعمه في سعيه لتحقيق السلام، ولكن يجب أن تصل الخدمات بالتساوي إلى جميع المناطق”.