عاد مئات السكان إلى مقاطعة ناجيرو بولاية غرب الاستوائية في جنوب السودان بعد فترة هدوء نسبي في المنطقة تلت قتالًا عنيفًا اندلع في 28 سبتمبر بين قوات الحركة الشعبية في المعارضة والقوات الحكومية.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 15 شخصا، بينهم مدنيون وجنود، وإصابة آخرين.
وقال قبريال برناردو، محافظ المقاطعة بالإنابة، إن أكثر من 13 ألف مدني عادوا، لكن العديد منهم ما زالوا يختبئون خوفًا من تجدد الهجمات، ويعيش العائدون الآن في مدارس ومستشفيات ومراكز شرطة ومكاتب حكومية مكتظة، وغالبًا ما يفتقرون إلى الطعام والمأوى والأدوية وأدوات الطبخ، بحسب حديثه.
وعبر عن أسفه قائلاً: “دُمر كل طعامنا، وتضررت المستشفيات والمنازل، والناس ينامون مثل الماعز، والطرق المؤدية إلى واو وطمبرا لا تزال مغلقة، ولا توجد ناموسيات، والنساء الحوامل والأطفال لا يحصلون على الأدوية”.
وأفاد مامبو جمعة، مسؤول الشباب، بأن السكان يواجهون صعوبات بالغة في الحصول على الماء والغذاء. مبينا أن لا يوجد سوى بئر واحد داخل ثكنات الجيش، وتخشى النساء جلب الماء منها، والأطفال مرضى بالإسهال، ولا يستطيع الناس الذهاب إلى مزارعهم، وقال إنهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والأدوية والدعم.
وناشد شيوخ المجتمع بتقديم الإغاثة الفورية، محذرين من أن موسم الأمطار ونقص الملاجئ يؤديان إلى تفاقم الوضع.
وقال السلطان جوزيف ليندرو: “نُهبت أو دُمرت جميع أدواتنا المنزلية خلال القتال، والناس بلا مأوى وبلا طعام، وهناك حاجة إلى دعم عاجل قبل أن يتدهور الوضع”.
وقال جيمس عبد الله أرونا، وزير الصحة ووزير الإعلام بالإنابة في الولاية، إن الحكومة تستعد لنشر قوات الأمن، وتعمل مع الصليب الأحمر في جنوب السودان لإيصال المساعدات إلى مقاطعة ناجيرو.
وتابع: “نجري الترتيبات لضمان عودة الهدوء بالكامل ووصول الخدمات إلى الناس”.
وتفيد السلطات بأنه بينما تحسن الوضع الأمني، لا تزال الخدمات الأساسية غير متوفرة. ويواصل السكان النوم في المباني الحكومية والمدارس المكتظة، ويواجهون البرد والذباب ونقص الصرف الصحي، والنساء والأطفال معرضون للخطر على نحو خاص.
ويناشد العائدون وقادة المجتمع الحكومة والمنظمات الإنسانية وشركاء التنمية لتقديم دعم عاجل يشمل الغذاء والأدوية والمأوى والماء لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم.



