أصدرت وزارة التعليم والتوجيه بولاية الوحدة في جنوب السودان قرارًا بإيقاف 24 معلمًا ومدير مدرسة عن العمل، جميعهم يعملون في مدارس تقع داخل مخيم بانتيو للنازحين داخليًا. جاء هذا الإجراء بعد أن تعطلت الدراسة لمدة أسبوع كامل بسبب مظاهرة طالبت بالإفراج عن النائب الأول للرئيس، رياك مشار.
أكد استيفن مييل قاتكوي شول، المدير العام لوزارة التعليم بالولاية، قرار الإيقاف، مشيراً إلى أن الأحداث بدأت بالتزامن مع بدء جلسات محاكمة مشار في العاصمة جوبا الأسبوع الماضي.
ردًا على المحاكمة، أمرت مجموعة قيادية في المخيم تُعرف باسم “اللجنة المجتمعية العليا” بإغلاق جميع المدارس في مخيم بانتيو للنازحين لمدة سبعة أيام. عقب هذا الإغلاق، نظّم الآلاف من سكان المخيم، بمن فيهم الطلاب والمعلمون، مظاهرة سلمية للمطالبة بالإفراج عن مشار وسبعة متهمين آخرين.
المدير العام إستيفن يل ياتكوي شول، أوضح أن مديري المدارس عُلِّق عملهم بسبب امتثالهم لأمر الإغلاق، الذي اعتبره تدخلاً في تعليم الأطفال وجرّاً للطلاب إلى نزاع سياسي.
وقال شول لراديو تمازج: “كنت أحاول فصل السياسة عن الإدارة، وعن الخدمة المجتمعية، ولهذا السبب قمت بتعليق عمل مديري المدارس.”
وأعرب عن قلقه من أن الطلاب شوهدوا وهم يتظاهرون بزيّهم المدرسي، ما أعطى انطباعاً بأن المدارس تؤيد موقفاً سياسياً. وأضاف: “الاحتجاج هو من أجل مصلحة فردية، لكننا لا نريد أن يُرى أطفالنا بالزي المدرسي في الاحتجاج.”
وأكد شول أن مديري المدارس الموقوفين هم من المدارس الابتدائية والثانوية ومدارس برنامج التعليم البديل، وجميعها تقع تحت سلطة حكومة الولاية. مشدداً على أن “التعليم يجب أن يتجاوز السياسة”.
وأشار إلى أنه حاول الدخول في حوار مع مديري المدارس قبل المظاهرة، لكن دون نجاح. ومن المقرر عقد اجتماع نهائي يوم الثلاثاء هذا الأسبوع.
وأعرب شول عن أمله في التوصل إلى اتفاق قائلاً: “عندما تُعاد فتح المدارس، سيُعاد مديري المدارس إلى مناصبهم.”
من جانبه، أكد جون قاتليك كوانق، أحد مديري المدارس الموقوفين، تسلُّمه خطاب التعليق وقبوله للقرار، مؤكداً أنه لن يذهب للعمل في المكتب.