فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات يوم الخميس على نائب قائد قوات الدعم السريع السودانية، في الوقت الذي تقترب فيه حرب المجموعة شبه العسكرية الوحشية ضد الجيش السوداني من عامها الثالث، وتتفاقم الأزمة الإنسانية.
جاء في بيان للاتحاد الأوروبي أن عبد الرحيم حمدان دقلو، الرجل الثاني في قيادة قوات الدعم السريع، استُهدف بسبب دوره في الصراع، وهو شقيق قائد المجموعة، محمد حمدان دقلو.
تأتي هذه العقوبات وسط تصاعد العنف في إقليم دارفور، وخاصة حول مدينة الفاشر، التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع الشهر الماضي. وقد أدى الصراع، الذي اندلع في أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، إلى إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وأدانت كاچا كالاس، كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، مشيرة إلى “الاستهداف المتعمد للمدنيين، والقتل بدوافع عرقية، والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي الممنهج، والتجويع كأسلوب للحرب، ومنع وصول المساعدات الإنسانية”.
وقالت: “هذه انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.
وكانت قوات الدعم السريع والجيش السوداني حليفين في السابق، حيث أطاح بالطاغية عمر البشير في عام 2019. إلا أن صراعاً على السلطة حول انتقال البلاد إلى الديمقراطية أدخلهما في حرب.
تقدر الأمم المتحدة أن القتال أدى إلى نزوح حوالي 12 مليون شخص داخل السودان، وإلى البلدان المجاورة. وفي حين أن عدد القتلى الدقيق غير معروف، يقدر الخبراء أنه يصل إلى مئات الآلاف.
أثارت الأوضاع في دارفور قلقاً خاصاً لدى المراقبين الدوليين. ووصف توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، المنطقة يوم الأربعاء بأنها “عرض رعب مطلق” و”مركز المعاناة الإنسانية في العالم”.
وقال إن الفاشر، بناءً على شهادات الناجين، كانت “في الأساس مسرحاً للجريمة”.
وقال في بيان مسجل “يجب أن تتوقف الهجمات المتعمدة على المدنيين، ونريد أن يواجه مرتكبو هذه الجرائم العدالة”.
وأخبر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الصحفيين يوم الخميس أن أكثر من 100 ألف شخص فروا من الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ سيطرة قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر.
وقال: “يصل أولئك الذين فروا من الفاشر إلى مواقع النزوح حيث الظروف، كما لا يمكنك إلا أن تتخيل، صعبة للغاية وحجم الاحتياجات هائل”. وأضاف أن العديد من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.
أكدت منظمة “أطباء بلا حدود، الظروف اليائسة في المدينة. وفي بيان على منصة “إكس” يوم الخميس، ذكرت المنظمة أنها فحصت 70 طفلاً وصلوا إلى الفاشر في ليلة واحدة، وجميعهم كانوا يعانون سوء تغذية حاد.
وجاء في البيان “بعد 500 يوم من الحصار، تأكل العائلات علف الحيوانات، ونحن بحاجة إلى ممر آمن الآن”.
وتم اتهام كلا الجانبين في الصراع بارتكاب جرائم حرب، لكن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها تورطت أيضاً في أعمال تطهير عرقي وإبادة جماعية، وخاصة في دارفور.
واختتم بيان الاتحاد الأوروبي بالتحذير من أن الكتلة “مستعدة لفرض أي إجراءات تقييدية إضافية عند الاقتضاء، على جميع الجهات المسؤولة عن زعزعة استقرار السودان وعرقلة انتقاله السياسي”.



