إغلاق 48 مرفقاً صحياً في غرب بحر الغزال

قال مسؤولون صحيون في ولاية غرب بحر الغزال بجنوب السودان إن ما يقرب من نصف جميع المرافق الصحية في الولاية أغلقت أبوابها بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، محذرين من أن نظام الرعاية الصحية في الولاية على وشك الانهيار.

وأفاد الطبيب فرنسيس مايكل حسن، وزير الصحة في الولاية، لراديو تمازج، أن 48 من أصل 123 مركزاً صحياً في الولاية قد أوقفت عملياتها، والعديد منها يقع في مناطق نائية ومتأثرة بالنزاع حيث أصبح السكان الآن دون أي إمكانية للحصول على الرعاية.

وقال إن الوضع مأساوي، منذ النزاع في عام 2016، حيث توقفت الإمدادات من وزارة الصحة الوطنية عن الوصول إلى بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها، مما ترك المجتمعات المحلية عالقة.

وأبان أن 31 مرفقاً صحياً فقط، من ضمنها مستشفى واو التعليمي، تتلقى حالياً الأدوية من خلال مشروع تحويل القطاع الصحي التابع لوزارة الصحة الوطنية. وأُعِيد فتح 44 مرفقاً آخر بدعم محدود من الشركاء الإنسانيين. فيما تبقى 48 مرفقاً متوقفة عن العمل بشكل تام.

وأضاف: “نحن نناشد الحكومة الوطنية التدخل وإعادة دمج هذه المرافق الصحية في نظام الإمداد، والناس يعانون، ومستشفياتنا الرئيسية مكتظة بالمرضى.

وقال مسؤول الصحة إن النقص أجبر المرضى على السفر إلى مسافات طويلة إلى واو أو الاستغناء عن العلاج كلياً. في مستشفى واو التعليمي، يبلغ الموظفون عن اكتظاظ شديد، حيث تتجاوز الأجنحة طاقتها الاستيعابية والمرضى يتشاركون الأسرّة.

وأثارت حكومة الولاية القضية مؤخراً مع وزيرة الصحة الوطنية سارة كليتو ريال خلال زيارتها إلى واو الأسبوع الماضي. كانت ريال في الولاية لتقييم تحديات الرعاية الصحية، ولكن لم يُعْلَن عن أي خطة عمل فورية.

ودعا نشطاء المجتمع المدني إلى تدخل عاجل من القطاع المحلي والخاص.

وقال رمضان آدم، الناشط المجتمعي في واو، “نحن نحث رجال الأعمال والمؤسسات على التدخل، وحتى المساهمات الصغيرة يمكن أن تنقذ الأرواح”.

وقال السكان إن الأزمة تكشف عن اعتماد جنوب السودان الكبير على المساعدات الأجنبية.

وأبان استيفن بادقوني، أحد سكان واو “هذه نتيجة الاعتماد كلياً على المنظمات غير الحكومية لإدارة نظامنا الصحي، عندما تتباطأ المساعدات، يموت الناس”.

وأضاف أن سكان الريف أصبحوا الآن أكثر عرضة للخطر، حيث يضطرون للسير لساعات للوصول إلى المراكز الصحية القليلة العاملة. وقال: “الرعاية الصحية حق أساسي، لكن شعبنا يُحرم منه”.

يصارع القطاع الصحي في غرب بحر الغزال منذ تجدد القتال في عام 2016 الذي دمر البنية التحتية وعطل طرق الإمداد. ويحذر المسؤولون المحليون من أنه بدون تدخل وطني، تخاطر الولاية بفقدان نظامها الصحي الهش بالكامل.