أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعليق جميع عملياتها في مقاطعتي نهر ياي وموروبو في جنوب السودان، لمدة ستة أسابيع على الأقل، وذلك بعد اختطاف أحد موظفيها، في هجوم الثاني من نوعه خلال أربعة أيام.
وقالت المنظمة، في بيان حصل عليه راديو تمازج، إن موظفها اختطف يوم الثلاثاء الماضي من قبل مسلحين خلال قافلة إجلاء كانت متجهة من موروبو إلى ياي، بسبب تدهور الوضع الأمني. وأُطلق سراح الموظف، الذي كان يقود القافلة، بعد ساعات من اختطافه.
جاء هذا الحادث على الطريق نفسه الذي شهد قبل أيام اختطاف موظفين بوزارة الصحة في جنوب السودان من سيارة إسعاف تابعة للمنظمة.
وعبر فرديناند آتي، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، عن غضبه من “هذا الهجوم المُستهدف”، مؤكداً أن “الهجمات على العاملين في المجال الإنساني الذين يخدمون الفئات الأكثر ضعفا يجب أن تتوقف”.
وقد يكون لتعليق العمليات في مقاطعتي نهر ياي وموروبو في ولاية الاستوائية الوسطى تأثيرا، حيث تدعم المنظمة المرافق الصحية والعيادات المتنقلة والرعاية المجتمعية. ووفقاً للبيان، قدمت المنظمة أكثر من 14,500 استشارة طبية خارجية، وساعدت على 438 ولادة بالمنطقة بين شهري يناير ويونيو من هذا العام.
يأتي هذا الاختطاف في ظل تزايد أعمال العنف ضد العاملين في المجال الإنساني والمرافق الطبية بالمنطقة. وذكرت المنظمة أنها وثقت بالأشهر الثلاثة الماضية حوادث متعددة في موروبو، شملت عمليات اختطاف وحرق متعمد ونهب مستشفيات. وتضمنت سبع هجمات عمليات اختطاف لعمال إغاثة.
وطالبت المنظمة بـ “المساءلة وضمانات ملموسة للسلامة قبل استئناف العمل”. وهذه هي المرة الثانية منذ مايو الماضي التي تقلص فيها المنظمة عملياتها في المنطقة بسبب انعدام الأمن. كما انسحبت المنظمة من مخيمات النازحين في مقاطعة موروبو.
يعتمد سكان المنطقة المتضررة من النزاع إلى حد بعيد على المساعدات الإنسانية، وتعتبر أطباء بلا حدود من المزودين القلائل للرعاية الطبية هناك، حيث تدعم أربعة مراكز صحية حكومية.
شهد جنوب السودان هذا العام ارتفاعا حادا في الهجمات على الكوادر الطبية والمرافق الصحية، وفي يناير، أطلق مسلحون النار على قوارب تابعة للمنظمة في ولاية أعالي النيل، مما أدى إلى إصابة موظف، وفي أبريل، نهب مسلحون مستشفى المنظمة في أولانق، ما ترك 150 ألف شخص بدون رعاية. وفي 3 مايو، قصفت طائرات مروحية مستشفى المنظمة في فانقاك القديم، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة 27 آخرين، بينهم أربعة موظفين.
وقالت المنظمة إنها ستعيد تقييم الوضع الأمني قبل استئناف برامجها في المقاطعتين.