يرى محللون سياسيون تصاعد العنف في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور على خلفية مقتل قائد قوات الدعم السريع علي يعقوب .
كانت القوات المشتركة و الجيش السوداني قد أعلنوا مقتل علي يعقوب صباح يوم “الجمعة” بمدينة الفاشر في معركة استمرت أكثر من خمس ساعات.
وكان علي يعقوب يلعب أدوار قتالية لافتة في مناطق زالنجي التي سيطر عليها الدعم السريع أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي ومنطقة مليط بشمال دارفور وغيرها من المناطق، كما صدرت بحقه عقوبات أمريكية أعلنها الخارجية والخزانة الأمريكية منتصف مايو المنصرم على خلفية حصار مدينة الفاشر.
حول تأثير مقتل علي يعقوب، قال فيصل الزبير المحلل السياسي إن مقتل يعقوب يشكل خسارة كبيرة بنسبة لقوات الدعم السريع، وبالمقابل يمثل مكسب معنوي للقوات المشتركة التي تعتقد أنها حققت نصرا بقتل قائد ميداني بحجم علي يعقوب.
واستدرك قائلا ولكن في المقابل فإن معركة الفاشر بصورة عامة ليست ذات جدوى مباشر إلا في إطار التحدي الذي بدأ يتكون بين الطرفين في المنطقة.
مضيفا بأن المواجهات المستمرة في الفاشر أسهمت في الإضرار بالمدنيين على مستوى النزوح واللجوء والمأساة الإنسانية، بما قلل من شعبية الطرفين في المنطقة التي تعتبر عاصمة للإقليم، وهو ما يعزز احتمالية تحول الصراع إلى حرب شبه أهلية بين المكونات الاجتماعية في المنطقة بما فيها الدعم السريع.
وأشار فيصل إلى أن هناك دوائر من النخبة السياسية ساعية إلى تحويل مجريات الصراع الحالي في الفاشر إلى صراع قبلي داخل الإقليم بحيث يتم ضرب المجتمع من الداخل وصرف مجهودات الطرفين إلى صراع ذاتي وتحويل فكرة ومضامين الصراع إلى صراع إقليم محدود الأثر، عوضا عن كونه صراع وطني شامل بأهداف سياسية قومية.
تأسف فيصل إزاء تمادي البعض بالاستمرار في التحشيد والدعوة لحرب ليس للمجتمع فيها مصلحة، وإنما هي حرب على السلطة والنفوذ بين النخب ذات المصالح والحظوة التاريخية التي ظلت تستأثر بمفاتيح السلطة والثروة في البلاد.
يؤكد حديث فيصل ما تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض قادة الدعم السريع صورا ومقاطع فيديو لمقتل قائد قوات الدعم السريع – قطاع وسط دارفور، اللواء علي يعقوب جبريل، والدعوات من أجل الحشد والتحشيد .