حذر وكيل وزارة النفط في جنوب السودان الذي أُعْفِي منصبه من أن صادرات البلاد الحيوية من النفط الخام معرضة لخطر التوقف الفوري؛ بسبب التهديدات الأمنية المتصاعدة في السودان المجاور، والذي يمر عبره خط أنابيب التصدير.
في رسالة وداع إلى الرئيس سلفا كير بتاريخ 4 نوفمبر، قال المهندس دينق لوال وول إن السلطات السودانية طلبت رسمياً “إيقافاً آمناً” للمنشآت النفطية بعد سلسلة من هجمات الطائرات المسيرة بالقرب من البنية التحتية الرئيسية للطاقة.
وكان دينق قد أُقيل بموجب مرسوم رئاسي صدر في وقت متأخر من يوم الاثنين، وحل محله شول طون أبيل.
ويؤكد هذا التحذير هشاشة اقتصاد جنوب السودان، وهو بلد غير ساحلي يعتمد بشكل شبه كامل على عائدات النفط. وكانت أرقام رسمية قد أشارت إلى استقرار إنتاج النفط مؤخراً عند أكثر من 170 ألف برميل يومياً.
وقال دينق، الذي شغل منصب وكيل وزارة النفط لحوالي عام، إن خط الأنابيب المار عبر السودان يظل هو الطريق الوحيد لتصدير خام جنوب السودان، مضيفاً أن أي تعطل طويل الأمد سيضر بشدة بإيرادات الحكومة والاقتصاد الأوسع.
وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها راديو تمازج إن الوضع الأمني في السودان يمثل مصدر قلق جاد لصادرات النفط الخام لجنوب السودان، والهجمات الأخيرة بطائرات مسيرة بالقرب من المنشآت النفطية الهامة، والاتصال الذي تلقاها من السلطات السودانية يطلب الاستعداد للإغلاق الآمن، ويمثل تحدياً حرجاً يجب التعامل معه بحرص شديد وتنسيق وثيق.
وأضاف أن قطاع النفط كان يستعد لفتح امتيازات جديدة وتعزيز الإنتاج قبل ظهور هذه الأزمة الأخيرة.
هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول كبير من جنوب السودان علناً أن السودان طلب إغلاق البنية التحتية المشتركة للتصدير.
في رسالة رسمية بتاريخ 24 أكتوبر اطلعت عليها إذاعة تمازج، وجهت وزارة الطاقة والنفط السودانية المشغلين ببدء “إغلاق آمن” لأنظمة معالجة ونقل النفط، مشيرة إلى هجمات بطائرات مسيرة زعمت أن قوات الدعم السريع نفذتها.
وأفادت الرسالة، الموقعة من وكيل الطاقة السوداني الدكتور محيي الدين نعيم محمد سعيد والموجهة إلى دينق، أن طائرات مسيرة استهدفت حقل هجليج النفطي ومستودعات تخزين الديزل، واصفة الهجوم بأنه جزء من “استهداف منهجي للبنية التحتية للطاقة” في جميع أنحاء السودان.
ويؤثر الإغلاق على أنظمة النقل PETCO و BAPCO واثنين من مرافق المعالجة المركزية الضرورية لنقل خام جنوب السودان إلى الأسواق الدولية. ووجهت الوزارة السودانية المشغلين لتنسيق الإغلاق مع نظرائهم في جنوب السودان.
واتهمت الرسالة قوات الدعم السريع بالسعي إلى “نشر الحرب والمعاناة في المنطقة بأكملها”.
واندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ومنذ ذلك الحين أدى إلى تدمير اقتصاد السودان وتعطيل التجارة عبر الحدود، بما في ذلك شريان حياة النفط لجنوب السودان.



