Skip to main content
بقلم الأستاذ/ مثيانق شريلو - ١٢ مايو ٢٠٢٣

رأي: قبل أن تحل الكارثة

لابد لنا في ظل الظروف التي تمر بها الخرطوم أن نطرح سؤالا عميقا حول السيناريوهات التي وضعتها حكومتنا لمواجهة تداعيات الحرب في السودان، مع التكهنات الواقعية بشأن أن هذه الحرب ستطول ، ما يؤكد ان التداعيات ستكون وخيمة خصوصا من الناحية الاقتصادية والانسانية ، وهذا التساؤل العميق يتعلق بشأن ومصير أنابيب النفط التي يمكن أن تتعرض للتخريب في اي لحظة ، ماذا ستفعل الحكومة أن حلت كارثة ما بهذه الخطوط وبلادنا تعتمد اقتصاديا في تسيير دولاب العمل الحكومي على النفط .

من الخطأ أن تستبعد الدوائر الحكومية التفكير حول هذا الأمر،  والأفضل أن تبحث الحكومة عن تدابير أخرى قبل أن تصطدم بهذا الواقع ، خصوصا وأن الوقائع تؤكد أن العمل يسير الآن لتخفيض معدلات الإنتاج لأن البواخر العاملة في قطاع النفط لا تزال في انتظار الشارة الخضراء من الحكومة السودانية حتى تصل إلى ميناء بورتسودان المزدحم حاليا بالسفن العملاقة التي تعمل على اجلاء الرعايا الاجانب من السودان، ما يشير إلى أن معدلات إنتاج النفط في البلاد ستنخفض على الأرجح. 

ولأن كل هذه المؤشرات لا تخدم قدرة الحكومة على مواجهة هذه السيناريوهات، فمن الأفضل لها أن تسارع الخطى نحو خيارات عديدة لا تزال في يدها حتى اللحظة ،والتي يمكن حصرها في أن تلغي تمويل بعض من مشاريع الطرق القومية لتجنب الكارثة الكبرى، مع التركيز في العمل على إنهاء أو تخصيص جزء من التمويل المالي لصالح الطريق الرابط بين جنوب السودان واثيوبيا،  ومن جهة أخرى تعزيز كفاءة الطريق الرابط بين مصفاة ثارجاس وولاية واراب لتسهيل عملية توفير الوقود في الولايات الحدودية المجاورة مع السودان والتي تعاني الآن من ازمة كبيرة في الوقود. 

أن إلغاء تمويل بقية الطرق ستوفر للحكومة قدر كبير لتحويل أموال الطرق لصالح تسيير دولاب العمل الحكومي ، وبالتالي ضمان دفع الرواتب وبقية الالتزامات الملحة بما فيها معالجة الوضع الإنساني في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بقضايا أخرى. 

دون السير في هذا الاتجاه فإن الكارثة ستحل ما ينعكس سلبا على ترتيب الأولويات الرسمية في البلاد بما في ذلك تمويل الأنشطة الخاصة بتنفيذ اتفاق السلام المنشط،  إن تدارك الكارثة الان أفضل طريقة من الوقوع في الوحل ، فهل يمكن أن نتوقع السير في هذا الخط ؟


الأستاذ مثيانق شريلو، هو رئيس تحرير صحيفة الموقف الناطقة بالعربية في جنوب السودان

______________________________________________________________

 مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية الكاتب/ة، وليست راديو تمازج