Skip to main content
بقلم سوكيري لوفوني - ١٠ سبتمبر ٢٠١٨

رأي: لماذا الجنرال في أمريكا؟

في زيارة هي الثانية من نوعها منذ تأسيس جبهة الخلاص، وصل الجنرال توماس سريلو سواكا الرئيس والقائد العام لجبهة الخلاص الوطني صبيحة يوم الجمعة الموافق ٣٠ أغسطس إلى الولايات المتحدة في إطار جولة موسعة ستشمل بلدان عديدة الغاية منها، تمليك شعب جنوب السودان بالخارج موقف جبهة الخلاص الوطني من عملية المفاوضات الجارية بالخرطوم.

وهي زيارة وضعها الكل محل الإهتمام، إذْ زعمت صحيفة (The Dawn) الناطقة بإسم جهاز أمن النظام في جوبا في تقرير لها نُشر يوم الثلاثاء بأن رحلة الجنرال إلى واشنطن مؤامرة أمريكية ضد إتفاقية السلام في جنوب السودان. واعتقد بأن قصد جهاز أمن جوبا من وراء إطلاق هذه المزاعم هو محاولة ترهيب شعب جنوب السودان بإدعاء حيازته معلومات بشأن تحركات قيادات القوى المناوئة للنظام، فهذا الإدعاء مجرد تضليل وإرهاب، وشعب جنوب السودان ليسوا بساذجين حتى يصدقوا كل ما تطلقه أبواق النظام من فبركات وتضليلات.

دعونا نتساءل، أليس هذا الجهاز المدافع عن نظام سلفاكير ببطشه وارهابه، هو مَنْ تآمر في حق الشعب كي لا ينعموا بالسلام العادل؟

أليست أفعال هذا الجهاز، وسياسات نظامه، هي التي أوجدت الشتات بين الجنوبيين الذين من حقهم الطبيعي أن يساهموا بكل ما عندهم في سبيل أن يعودا إلى وطنهم معززين ومكرمين؟

إن جبهة الخلاص الوطني، خرجت من أجل إستعادة كرامة اولئك المسحوقين بالداخل والخارج. فإجتماعات زعيم ثورة الخلاص الوطني، الجنرال "سواكا" مع الجنوبيين بالمهجر، تأتي ضمن خط التشاور الواسع الذي اعتمدته قيادة الجبهة مؤخراً حول كيفية مشاركة جميع أفراد الشعب في تحقيق السلام المستدام في البلاد.

وقيادة الثورة بهذا العمل الدبلوماسي العظيم في مشاركة جنوبي المهجر تكون قد أوصلت موقفها الرافض لإعادة إنتاج الظلم والتهميش والاضطهاد تحت ذريعة سلام هو في الأصل هش، وتكون كذلك قد قدمت نموذجاً للعمل القيادي المطلوب إزاء تحقيق أهداف الثورة.

وما يتوجس منه (NSS) من عواقب إسقاط النظام، ما هو إلا مسألة وقت لطالما تتوفر جميع الأسباب التي تقود إلى ذلك. فجبهة الخلاص الوطني صامدة كالصخر.

بالطبع سوف يجتهد كل المنجمين والمضللين للإجابة على السؤال محل عنوان المقال حسب المهام، لكن تظل هذه الزيارة بما في ذلك الزيارات المرتقبة إلى البلدان المناصرة لشعب جنوب السودان في محنته هذه، خطوة نحسبها في الإتجاه الصحيح.   


مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية المؤلف، وليست راديو تمازج