حشدت نقابة الصحفيين بجنوب السودان، يوم الأربعاء، العشرات من أعضائها للتبرع بالدم في مقر بنك الدم الوطني بالعاصمة جوبا.
وقال رئيس نقابة الصحفيين بجنوب السودان، أويت باتريك شارلس الذي قاد العملية، إن الصحافة اليوم لا تتعلق فقط بالإبلاغ عن نقص الدم في المستشفيات، بل هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع لإنقاذ الأرواح، على تعبيره.
وأوضح أن 17 عضواً من النقابة بينهم ست إناث و11 ذكور، تبرعوا بالدعم يوم الأربعاء، حيث قدم كل شخص 400 ملليجرام من الدم.
وأضاف باتريك :”هناك أشياء يمكننا القيام بها ولا تؤثر حقًا على مهنتنا وأخلاقياتنا. ولذلك، نطلب من أعضائنا أن يفعلوا ذلك. من المهم أن نعرف أننا جزء من المجتمع ودعونا نفعل تلك الأشياء التي لا تؤثر على مهنتنا، حتى زراعة الأشجار”.
من جانبه، قال المدير العام بوزارة الصحة الاتحادية، الدكتور لول لوجوك، إن سكان جنوب السودان البالغ عددهم 12 مليون نسمة يحتاجون إلى 120 ألف وحدة دم سنوياً لإنقاذ حياتهم.
وأوضح :”يقدر عدد سكاننا بـ 12 مليون نسمة، وهذا يعني أننا بحاجة إلى 120 ألف وحدة دم سنوياً”
وأضاف لوجو، أن عدد سكان جوبا يقدر بنحو 500 ألف شخص وهذا يعني أن هناك حاجة إلى 5000 وحدة دم لإنقاذ الأرواح في جوبا.
من جهته، قال الصحفية بإذاعة كابيتال إف إم بجوبا، أنيكانق ساشا، في تصريح ل(راديو تمازج)، بعد تبرعها بالدم إن هناك حاجة لمزيد من المتبرعين بالدم.
وأبانت: “إنها في الواقع المرة الأولى التي أتبرع فيها، وفي البداية كنت متوترة بسبب بعض القصص التي يسمعها الناس عن التبرعات”.
وأضافت :”ما دفعني للذهاب حقًا هو عندما دخل أحد الأشخاص وطلب فصيلة الدم O+ بينما كنت أتحدث مع الطاقم الطبي. شعرت أن هناك حاجة كبيرة لنا للتبرع. في الساعة العاشرة صباحًا فقط جاء شخص وقال إن هناك بالفعل 15 شخصًا بحاجة إلى الدم”.
وتابعت :”هناك إجراءات تمر بها. أولاً، يقومون بوزنك، وقياس ضغط دمك، والتحقق مما إذا كان لديك ما يكفي من الدم أو ما إذا كنت قادرًا على التبرع. إذا لم يكن لديك ما يكفي من الدم أو كنت مريضًا، فلن يسمحوا لك بالتبرع بأي طريقة”.
بينما أشاد ممثل منظمة الصليب الأحمر في جنوب السودان، جوزيف لوكاك شارلس، بمبادرة نقابة صحفيي جنوب السودان.
وقال :”أنا سعيد للغاية لأن نقابة الصحفيين في جنوب السودان اتخذ هذه المبادرة للتبرع بالدم. ويتلقى بنك الدم في جنوب السودان أقل من 5000 وحدة دم”.
وأضاف لوكاك :”دعونا نتفق على إقامة حدث سنوي بين نقابة الصحفيين ووزارة الصحة والصليب الأحمر في جنوب السودان لتشجيع التبرع بالدم”.
في غضون ذلك، قال منسق الوكالة المستدامة للتمكين (SAFE)، ديفيد أوولي، إن هناك حاجة للاتصال بالصحفيين لتشجيع التبرع بالدم وتمكين إرسال الرسائل المناسبة إلى الجمهور.
وأوضح أوولي :”لدينا مشاكل تتعلق بالتبرع بالدم، ولكن كيف يمكننا معالجة ذلك؟ لذلك نتساءل، لماذا لا نبدأ ببعض الأشخاص الأكثر نفوذاً في مجتمعاتنا مثل الصحفيين، لأن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة المنتشرة والناس يخشون التبرع”.
وأضاف :”عندما نبدأ بالصحفيين، سيكون بمقدورهم الذهاب إلى محطات التلفزيون والإذاعة والصحف والحديث عن أهمية التبرع بالدم. نحن نرى الناس يموتون كل يوم بسبب نقص الدم في أعقاب الحوادث، واعتقدنا أنه من المقبول تعبئة الصحفيين من خلال النقابة”.
فيما نفت الممرضة في بنك الدم الوطني، يوم مايكل، مزاعم بيع الدم للمرضى.
وقالت :”إن التبرع بالدم هو أمر طوعي ولا يتطلب دفع أموال. إن التبرع بالدم ينقذ الأرواح”.
وسينضم جنوب السودان في 14 يونيو 2024 إلى بقية دول العالم للاحتفال باليوم العالمي للتبرع بالدم، تحت شعار :”20 عامًا من الاحتفال بالعطاء لإنقاذ الأرواح”.