دعا نشطاء في المجتمع المدني ومحللون سياسيون حكومة جنوب السودان الانتقالية إلى تبني الحوار، بعد ورود تقارير عن تشكيل تحالف عسكري سياسي بين الجيش الشعبي في المعارضة وجبهة الخلاص الوطني بقيادة الجنرال توماس سيريليو. ويهدف هذا التحالف إلى محاربة الحكومة.
وكان الجنرال توماس سيريليو، رئيس جبهة الخلاص الوطني، قد أكد الأسبوع الماضي أنه شكّل تحالفًا عسكريًا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، بقيادة رئيسها بالنيابة أويت ناثانيل. يأتي هذا التحالف في الوقت الذي لا يزال فيه النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار قيد الإقامة الجبرية في جوبا.
وتعليقًا على التحالف الجديد، قال الناشط في المجتمع المدني، تير منيانق قاتويج، إن هذا التحالف هو نتيجة انتهاك اتفاق السلام، وهو تطور أثار خيبة أمل لدى المواطنين.
وأضاف: “هناك حاجة لأن تحل الأطراف في اتفاق السلام خلافاتها على طاولة المفاوضات حتى ينعم البلد بالسلام. ومع ذلك، فإن تحالفهم الحالي يشكل تهديدًا مباشرًا للحكومة. وقد تقبل الحكومة بالحوار أو ترفضه”.
وتابع: “ما أعرفه هو أننا في موسم الأمطار، لذا لن تكون للحكومة اليد العليا على الأرض من حيث القوات البرية، فحكومة جنوب السودان ليست قوية كما يظن الكثيرون، خاصة أنها لا تدفع رواتب موظفيها المدنيين، بما في ذلك الجيش الوطني، وقد يصعب على الجيش خوض القتال دون أجر”.
وأشار إلى أن العديد من الجنود يقولون: “لا أريد أن أُقتل، لا أريد أن أترك أطفالي وحدهم. إذا مت، فمن سيعتني بهم؟”. وأوضح أن الجندي عندما يموت أثناء الواجب، تكون تلك نهايته، لأن الدولة لا تستطيع حتى توفير الخدمات لأطفاله.
من جانبه، دعا المحلل السياسي جيمس بوبويا الحكومة إلى وضع آلية “لإسكات البنادق”، حيث يتعاون الجيش الشعبي في المعارضة وجبهة الخلاص الوطني لتشكيل قوة هائلة حتى يتم الاعتراف بهم كأطراف في الصراع و”إعادة التفاوض لاحقًا للدخول في الحكومة”.
وقال: “أعرف أن الحكومة ليست مهتمة بإدخال المجموعات المتمردة لإيجاد حل سلمي، وهذا هو المأزق الذي نواجهه في هذا البلد، فحتى الآن، لم يتمكن مجلس الوزراء من الاجتماع منذ اعتقال رياك مشار، ولا يمكننا حتى رؤية الميزانية تُعرض على مجلس الوزراء لأنه لا يجتمع”.
وأضاف: “لقد رأينا أن البرلمان لا يعمل كما ينبغي، لذا، الجميع قلق بشأن مستقبل هذا البلد أو أي آفاق له”.
وحث بوبويا القادة على البدء في “التفكير في الصورة الأكبر لجنوب السودان كأمة”، بدلًا من المكاسب التي يحصلون عليها من “سرقة الأموال العامة، وزيادة الفساد، والمحسوبية، والتفكير في السلطة لمجتمع واحد بدلًا من السلطة لجميع مجتمعات جنوب السودان”.
ودعا المحلل السياسي إلى الحوار وتقديم الحكومة تنازلات من أجل أن يسود السلام. وذكر أنه يجب على الحكومة أن تبدأ في بناء مستقبل مشترك من خلال إنهاء الفقر، والبؤس، والمعاناة، ومعالجة الأمراض التي يواجهها الشعب.
وأشار إلى أن الناس في شوارع جوبا يبدون أكثر سوء تغذية من الناس في أوغندا وكينيا وتنزانيا، الذين يبدون أفضل وأكثر صحة.
وحث القادة على التفكير في آثار الحروب السابقة والعمل على خلق حياة أفضل للمواطنين وتنمية البلاد بدلًا من القتال من أجل السلطة.