في الذكرى الـ 42 لتأسيسه، سلفاكير يشدد على الوحدة الوطنية وإرث الجيش الشعبي

أحيا رئيس جنوب السودان، سلفا كير، “الخميس” الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان، مشيدا بتضحيات الأبطال، بينما دعا إلى الوحدة الوطنية ومواصلة بناء السلام في الدولة الشابة.

تأسس الجيش الشعبي لتحرير السودان، الذي أصبح الآن الجيش الوطني لجنوب السودان في 16 مايو 1983، باعتباره الجناح المسلح للحركة الشعبية لتحرير السودان. وقاد الجيش الشعبي نضالا مسلحا ضد الحكومة في الخرطوم، والذي انتهى باتفاقية السلام الشامل عام 2005، انفصل بموجبه جنوب السودان عن الشمال عام 2011.

يوم الجيش الشعبي لتحرير السودان هو عطلة رسمية في جنوب السودان يُحْتَفَل بها سنويا في 16 مايو لإحياء ذكرى انطلاقة التمرد عام 1983.

في خطاب متلفز عشية الذكرى السنوية، استذكر سفاكير، إرث الكفاح، وأشاد بقادة الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحلين، بمن فيهم الدكتور جون قرنق دي مبيور، والقائد كاربينو كوانين بول، وويليام نيون بانج.

وقال “هذا اليوم ليس مجرد تذكير بماضينا؛ إنه تكريم لشجاعة وتضحية ورؤية أبطال بلدنا الذين دفعوا الثمن الأغلى حتى نعيش في جنوب السودان المستقل ذي السيادة”.

وأكد كير، وهو أحد قدامى المحاربين في حرب التحرير، أن الحركة الشعبية لتحرير السودان/ الجيش الشعبي لتحرير السودان لم تكن مجرد حركة عسكرية، بل كانت كفاحا من أجل “العدالة والمساواة وتقرير المصير”.

وبينما احتفل كير بالانتصارات الماضية، أقر بالتحديات المستمرة، وحث المواطنون على التمسك بالقيم التأسيسية للحركة.

وقال “الكفاح الذي بدأ في عام 1955، ثم استؤنف في عام 1983 كان من أجل الحرية، ولكن أيضا من أجل الوحدة والسلام والازدهار، اليوم، نحن مدعوون لحماية هذا الإرث من خلال العمل معا للحفاظ على السلام، ومعالجة الانقسامات، ودفع عجلة التنمية”.

وتابع “بينما نحتفل بالذكرى الثانية والأربعين، أدعو المواطنين جميعهم، إلى التمسك بقيم الحركة الشعبية لتحرير السودان/ الجيش الشعبي لتحرير السودان وتكريس أنفسهم لبناء جنوب السودان المسالم والمستقر والموحد”.

ووصف سلفاكير، الذكرى السنوية بأنها لحظة “تجديد وطني”، وحث الجنوب سودانيين على استمداد القوة من تاريخهم المشترك. واختتم قائلاً: “ليكن روح 16 مايو حيا في قلوبنا وأفعالنا”.

في خضم الذكرى السنوية لتأسيس الجيش الشعبي، تتصاعد المخاوف من تجدد الصراع في جنوب السودان، الدولة الأحدث في العالم والتي تعاني أصلا من أزمة إنسانية متفاقمة.

ويأتي ذلك في ظل إخفاق قيادة الحركة الشعبية بقيادة سلفاكير في بناء الدولة الحديثة، الأمر الذي أفضى إلى اندلاع حرب أهلية في عام 2013 بعد عامين فقط من الاستقلال. ورغم توقيع الأطراف المتنازعة “كير ومشار”، على اتفاق سلام في عام 2015، والذي انهار لاحقا، ثم اتفاق آخر في عام 2018، لا تزال عملية تنفيذه تواجه تحديات جمة.

وتحذر الأمم المتحدة من أن المواجهة السياسية المتصاعدة بين الرئيس كير ونائبه الأول رياك مشار، وهما الطرفان الرئيسيان في اتفاق السلام المنشط لعام 2018، تنذر بتحول إلى مواجهة عسكرية مباشرة، خاصة بعد أن وضع كير منافسه القديم مشار قيد الإقامة الجبرية في جوبا في 26 مارس.