في خطوة تنذر بتداعيات على عمليات حفظ السلام، أعلنت آنيتا كيكي غبيهو، نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، عن خطة لإغلاق مكتب البعثة في توريت، عاصمة ولاية شرق الاستوائية، بحلول نهاية العام الجاري.
وعزت السيدة غبيهو، التي وصلت إلى توريت يوم الثلاثاء لإبلاغ حاكم الولاية رسميا بالقرار، هذه الخطوة إلى أزمة تمويل عالمية واسعة النطاق، مشيرة إلى أن البعثة تواجه تعليمات بخفض عملياتها بنسبة 18% بسبب النقص في المساهمات النقدية لحفظ السلام.
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من تحذيرات مماثلة حول تأثير الأزمة المالية للأمم المتحدة على بعثة حفظ السلام في جنوب السودان.
على الرغم من قرار الإغلاق، سعت غبيهو لطمأنة السكان والسلطات المحلية بأن يونميس لن تنسحب كليًا من الولاية.
وصرحت المسؤولة الأممية قائلة: “أتيت لأؤكد للحاكم أنه حتى لو قلصت البعثة وجودها في توريت، لن نغادر البلاد، ولن نتخلى عن شرق الاستوائية”. وأوضحت أن النقاشات مع الحكومة المحلية ستركز على آليات التعاون لضمان استمرار الأنشطة ذات الأولوية.
وأشارت غبيهو إلى أن خفض الميزانية بـ 18% يعني عمليًا خفضًا يقدر بنحو 25% من الميزانية المتبقية للسنة المالية، مؤكدة أن قرار الانسحاب من توريت هو “شهادة على العمل الذي تم هنا للحفاظ على السلام والاستقرار”، وشددت على أن البعثة ستواصل دعم الحاكم وشعب شرق الاستوائية رغم التحديات.
من جانبه، أعرب لويس لوبونق لوجوري، حاكم ولاية شرق الاستوائية، عن تفهمه للقرار، واصفًا إياه بـ “الظرف الواقعية” الناتج عن التحديات العالمية.
وقال الحاكم لوبونق إنه يرحب بالفكرة، وتعهد بالعمل على ضمان سير عملية الإغلاق بسلاسة، مؤكدًا أن حكومته ستواصل التعاون مع موظفي يونميس حتى بعد انتقالهم إلى جوبا.
ودعا لوبونق سكان الولاية إلى التحلي بالصبر، مشيرًا إلى أن خدمات البعثة “ستستمر” من العاصمة.
يُذكر أن التخفيضات التي تطال يونميس تأتي في وقت حرج، حيث تمر البلاد باضطرابات كبيرة، وتصاعد في التوترات السياسية والعنف، مما يهدد بتقويض تنفيذ ولاية البعثة وجهود اتفاق السلام الشامل.