توريت: تستضيف حوارا لرسم خرائط في شرق الاستوائية

تستضيف مدينة توريت بولاية شرق الاستوائية في جنوب السودان، حوارا لأطراف متعددة تستمر لثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 65 من أصحاب المصلحة يمثلون ثماني مقاطعات ومنطقتين إداريتين. يركز الاجتماع على إيجاد حلول جذرية للنزاعات المتعلقة بالأرض والموارد الطبيعية والقضايا الرعوية التي تهدد استقرار الولاية.

الحوار، الذي تنظمه وزارة بناء السلام بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى تفعيل إجراءات حساسة للنزاع ومستجيبة للسلام كأولوية قصوى.

وتشمل أجندة النقاشات رسم خرائط لمناطق التوتر الساخنة في مقاطعات كبويتا الكبرى وتوريت ومقوي، وتحديد نزاعات الأراضي المعقدة، خاصة تلك المتعلقة بالوصول إلى المراعي ومصادر المياه.

وشدد سوكيري جيمس، نائب رئيس المكتب الميداني لمنظمة الفاو، في افتتاح الفعالية، على الدور المحوري للحوار والتخطيط المشترك في تأسيس آلية للإنذار المبكر والاستجابة السريعة، مما يقلل من مخاطر النزاع، ويعزز نموذج بناء السلام الشامل والمراعي للنوع الاجتماعي.

وأشار سوكيري إلى أن الهدف النهائي هو تطوير خطة عمل مشتركة تعكس التزام الأطراف بـتخفيف حدة النزاعات والإدارة المسؤولة للموارد.

وتابع: “نأمل أن نخرج بتوصيات للإصلاحات القانونية والعامة، ويمكننا معا بناء مستقبل تكون فيه الأرض والموارد مصدرًا للازدهار وليس للنزاع”.

من جانبه، حذر أنجلو ويليام قيري، وزير الثروة الحيوانية والموارد الحيوانية بالولاية، من التهديدات المتزايدة من تغييرات المناخ على قطاع الثروة الحيوانية.

وأوضح الوزير أن تزايد شدة الظواهر الجوية القاسية أدى إلى خسائر فادحة في الماشية وسبل عيش السكان، مشيرًا إلى أن التغيرات في أنماط الطقس تزيد الصراع على الموارد الشحيحة، وتساهم في انتشار الأمراض الجديدة بين الحيوانات.

ورحب حاكم ولاية شرق الاستوائية، لويس لوبونق لوجوري، بالمشاركين، موجهًا نداءً للمجتمعات بـاعتناق السلام، مؤكدا أن نجاح مثل هذه المبادرات الحوارية يتوقف على وجود سلام مستدام.

وتابع: “رسالتي الأساسية هي السلام لأنفسكم وداخل مجتمعكم”، مشددًا على أن المزارع والراعي على حد سواء يحتاجان إلى بيئة آمنة للعمل والإنتاج دون خوف من الصراعات أو الغارات” قائلا: “بدون سلام كل ما نخطط له لن يتحقق”.