دعوة للرئيس كير لتعيين امرأة وزيرة للمالية

حثت ناشطة في المجتمع المدني في جنوب السودان الرئيس سلفا كير على تعيين امرأة وزيرة للمالية، قائلة إن القادة الرجال فشلوا مراراً وتكراراً في إدارة الشؤون المالية للبلاد وتخفيف المعاناة الاقتصادية للمواطنين.

وقالت أنجلينا أضيل ملوال، رئيسة شبكة منظمات المجتمع المدني في ولاية البحيرات، لراديو تمازج يوم الخميس، إن وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي يهيمن عليها الرجال منذ الاستقلال في عام 2011، متهمة الوزراء الرجال المتعاقبين بالفساد وانعدام المساءلة.

وقالت أضيل “لقد فسدت هذه الوزارة على أيدي الرجال. فلنسلمها للنساء حتى نتمكن من الإشراف عليها أيضاً”. 

وأضافت “النساء مدبرات منازل، ويعرفن كيف يدبرن الأمور حتى مع قلة الموارد. نحن نهتم بشعبنا، ونحرص على أن يأكلوا”.

وبينت أضيل إن تأخر صرف الرواتب لأشهر، ونقص السيولة النقدية في البنوك، والانخفاض الحاد في قيمة الجنيه السوداني الجنوبي، قد أدى إلى معاناة الأسر وكفاحها لتوفير الاحتياجات الأساسية.

وتابعت “لقد مر على الناس ستة إلى عشرة أشهر دون رواتب. الأسر تتفكك، والناس يصابون بالجنون، والأطفال يتسربون من المدارس، شعب جنوب السودان صبوراً ومثابراً، لكن لا يمكنهم الاستمرار في المعاناة بصمت”.

ودعت الرئيس كير إلى “تجربة النساء” في المناصب المالية العليا، مشيرة إلى وجود إداريات كفؤات في القطاع العام يمكنهن إضفاء الشفافية والانضباط على إدارة الأموال العامة.

وتساءلت “لماذا يتم تعيين الرجال دائماً؟ أليست النساء قادرات على القيام بهذا العمل؟”. 

وأضافت “إذا كان الرجال فاسدين إلى هذا الحد، فلنجرب النساء أيضاً. نحن لسنا فاسدات إلى هذا الحد”.

وقد غير كير وزراء المالية ثماني مرات في خمس سنوات في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أزمة اقتصادية متفاقمة ناجمة عن انخفاض عائدات النفط، وضعف العملة، والفساد المستشري. 

وقد مر على الموظفين الحكوميين والجنود أشهر دون رواتب.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعاد كير تعيين باك بارنابا شول وزيراً للمالية والتخطيط بعد إقالة أثيان دييق أثيان. 

وجاء هذا التعديل الوزاري في أعقاب انتقادات متزايدة بشأن تأخر صرف الرواتب ونقص السيولة وارتفاع أسعار السلع الأساسية. 

وتعهد باك، الذي خلف سلسلة طويلة من الوزراء الذين لم يدموا في مناصبهم طويلاً، بإعادة الانضباط المالي، وتثبيت سعر الصرف، وضمان دفع الرواتب بانتظام، كما وعد بتعزيز تحصيل الإيرادات ومراجعة الإنفاق الحكومي.

وقال باك خلال حفل استقباله يوم الخميس “سيكون طريق التعافي صعباً، لكن يجب علينا إعادة بناء الثقة في نظامنا المالي”.

وتعاني جنوب السودان، التي تعتمد على النفط لأكثر من 90% من إيراداتها، من صعوبة التعافي من سنوات من الحرب الأهلية والفساد وضعف المؤسسات.

ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من المسؤولين الحكوميين بشأن تصريحات أضيل.