نفت وزارة الخارجية في جنوب السودان يوم الخميس تقارير تفيد باستخدام الجنيه الجنوب سوداني في منطقتي دارفور وكردفان السودانيتين، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
جاء هذا التصريح وسط قلق متزايد بشأن أزمة سيولة نقدية في جنوب السودان، حيث دعا المشرّعون الأسبوع الماضي إلى تدخل عاجل. واقترح البعض تغيير العملة الوطنية لسحب الأموال التي يُزعم أنها مُكدسة خارج النظام المصرفي.
وقال شاقور أجاك، وهو مشرّع يمثل تحالف المعارضة “سوا” بالجمعية التشريعية الانتقالية في جنوب السودان، إنه تلقى معلومات من مصارف لم يسمها، تشير إلى أن أزمة السيولة ترجع جزئيًا إلى كميات كبيرة من الجنيه الجنوب سوداني يتم تداولها في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان.
وتابع: “نريد استدعاء وحدة الاستخبارات المالية، وسألت مدير بنك عن سبب عدم توفر الجنيه الجنوب سوداني لديهم، فقال إن كمية كبيرة منه موجودة في دارفور في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع؛ لأنهم لا يملكون عملة خاصة بهم هناك، والحكومة السودانية غيّرت عملتها، لذلك يستخدمون عملتنا”.
واتهم البرلماني التجار من دارفور الذين يعملون في جوبا بتهريب جنيه جنوب السودان عبر الحدود، مما يزيد من تفاقم نقص النقد، لكنه لم يقدم أي أدلة تدعم ادعاءاته.
من جهتهم، قال سكان في ولاية غرب كردفان السودانية لراديو تمازج إنهم بالفعل يستخدمون جنيه جنوب السودان في تعاملاتهم اليومية.
وقال أحد السكان مشترطًا عدم الكشف عن هويته: “لدي الآن جنيهات جنوب السودان في جيبي ويمكنني استخدامها لشراء أي شيء هنا في الميرم”.
وأفاد مواطنون في ولاية جنوب دارفور بعدم استخدام جنيه جنوب السودان في نيالا، عاصمة الولاية، باستثناء المناطق القريبة من الحدود مع جنوب السودان.
وقال أحد سكان نيالا لراديو تمازج: “الجنيه الجنوب سوداني لا يُستخدم في نيالا، ويتم قبوله فقط في مناطق مثل الرقيقبات في شرق دارفور، بالقرب من الحدود”.
وردًا على أسئلة وسائل الإعلام، قال فيليب جادا ناتانا، المدير العام للعلاقات الثنائية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إن الحكومة لم تتلق أي تأكيد رسمي بخصوص تداول الجنيه الجنوب سوداني في دارفور.
وأضاف: “ليس لدينا دليل واضح على أن عملتنا تُستخدم في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وليس لدينا وجود حكومي في تلك الأراضي، لذا لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات”.
وأشار إلى أنه حتى لو كانت التقارير صحيحة، فإن الحكومة لن يكون لديها سيطرة كبيرة على انتشار عملتها خارج حدودها.
وتابع: “الأموال تتحرك؛ فخلال كفاح التحرير، كانت أجزاء من جنوب السودان تستخدم عملات من البلدان المجاورة مثل الشلن الكيني في ناروس، والشلن الأوغندي في المناطق الحدودية، والفرنك الكونغولي بالقرب من الكونغو الديمقراطية”.
وعزا أزمة السيولة الحالية إلى انعدام ثقة الجمهور في النظام المصرفي، وليس إلى تدفق العملة عبر الحدود.
وقال: “المشكلة الحقيقية هي أن العديد من الناس يحتفظون بأموالهم في المنازل، وهناك مقاومة لاعتماد الأموال عبر الهاتف المحمول والمنصات الرقمية الأخرى؛ فالعديد من المواطنين ببساطة غير ملمين بها”.