اتهم حزب الحركة الشعبية في جنوب السودان بقيادة سلفاكير، السياسي نيال دينق نيال “بالخيانة” بعد استقالته وإطلاقه حركة سياسية جديدة، مما يمثل انقساماً كبيراً داخل النخبة السياسية في البلاد.
ووصفت الحركة الشعبية لتحرير السودان انشقاق نيال دينق نيال، الوزير والدبلوماسي الرفيع، بأنه “مخيب للآمال بشدة” وذو دوافع سياسية.
جاء رد فعل الحزب، بعد أن أعلن نيال دينق نيال، الأسبوع الماضي عن تعليق عضويته في الحركة الشعبية لتحرير السودان لتشكيل حركة إنقاذ جنوب السودان.
في إعلان من 18 صفحة، انتقد نيال، وهو عضو في المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان، بشدة إدارة الرئيس سلفا كير؛ بسبب الفساد وانعدام الأمن وفشلها في إجراء الانتخابات التي طال تأجيلها. وقال إن حركته الجديدة تهدف إلى استعادة المُثل التأسيسية للحركة الشعبية لتحرير السودان، التي اتهم القيادة الحالية بالتخلي عنها.
في مؤتمر صحفي بجوبا، قال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان للشؤون السياسية والتعبئة والتنظيم، فول مكوينق يول، إن الحزب “صُدم” بقرار نيال.
وقال “إنه لأمر مخيب للآمال بشدة أن يختار الجنرال نيال، وهو عضو مؤسس وكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان، أن يدير ظهره للحركة التي شكلت مسيرته السياسية”. وأضاف: “مزاعمه حول فشل الحكومة والفساد وعدم نزع السلاح هي مزاعم لا أساس لها وذات دوافع سياسية”.
ويكشف هذا الخلاف العلني عن انقسامات متزايدة داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي تحكم جنوب السودان منذ استقلالها عن السودان في عام 2011. ويأتي هذا الانقسام وسط حالة من عدم اليقين السياسي المتصاعد في أحدث دولة في العالم.
واستعرض مكوينق خدمة نيال الطويلة داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، بما في ذلك دوره كمفاوض رئيسي لاتفاقية السلام الشامل لعام 2005، التي مهدت الطريق للاستقلال. وقد شغل نيال عدة مناصب وزارية، بما في ذلك التعاون الإقليمي والدفاع والشؤون الخارجية والشؤون الرئاسية.
وقال المسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان إن نيال كانت لديه فرصة وافرة لمعالجة نفس التحديات التي تلام عليها الآن قيادة الحزب، مستشهداً بفترة عمله وزيراً للدفاع من عام 2008 إلى عام 2011.
وتابع: “عندما كان وزيراً للدفاع بين عامي 2008 و2011، شهدت البلاد عدة صراعات عنيفة في ولايات جونقلي وواراب والبحيرات، ولم يكن هناك خطة أمنية شاملة نُفِّذَت آنذاك”.
وأضاف “كان غالباً ما يغيب لحضور مباريات كرة القدم لنادي أرسنال، بينما كان الرئيس يدير الأزمات المحلية”.
كما رفض مكوينق ادعاء نيال بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان تؤخر الانتخابات عمداً، والتي أُجِّلَت على نحو متكرر، ومن المقرر الآن إجراء أول انتخابات رئاسية في ديسمبر 2026.
وقال: “قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان لا تخشى الانتخابات، نحن مستعدون لانتخابات 2026”. وأوضح أن “التمديد حتى ديسمبر 2026 كان قراراً توافقياً بين شركاء السلام بموجب اتفاقية تسوية النزاع في جنوب السودان المنشطة”.
وأضاف أن نيال فقد تلقائياً عضويته في الحركة الشعبية لتحرير السودان ومقعده في الجمعية التشريعية الانتقالية الوطنية المعاد تشكيلها بعد إعلانه عن حزبه الجديد، وذلك تماشياً مع دستور الحركة الشعبية لتحرير السودان.
كما نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان مزاعم بأنها أمرت باعتقال أنصار نيال.
أكد مكوينق، قائلا: “الحركة الشعبية لتحرير السودان لا تعتقل الناس، وإذا تم احتجاز أي شخص، فإن هذه مسؤولية الأجهزة الأمنية الحكومية، وليس الحزب”.
وزعم كذلك أن حركة نيال الجديدة لها صلات بـتحالف الشعب المتحد، وهو ائتلاف من شخصيات المعارضة تتهمهم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالحفاظ على جماعات مسلحة.
حذر أن من خلال الانحياز إلى مثل هذه الجماعات، يربط نيال نفسه بأولئك الذين يريدون الوصول إلى السلطة عن طريق العنف عوضا عن الديمقراطية.
دفاعاً عن سجل الحزب، أشاد مكوينق بالرئيس كير لقيادته جنوب السودان إلى الاستقلال، ورفض مزاعم بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان فقدت مسارها بعد وفاة مؤسسها، الدكتور جون قرنق.
وقال “الرفيق سلفا كير حمل رؤية الدكتور قرنق في ظل استفزازات شديدة، وأولئك الذين يزعمون أن الحركة الشعبية لتحرير السودان تخلت عن مهمتها يتجاهلون التاريخ”.
وحث أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان والمواطنين على رفض الانقسام وتجنب العنف.
وقال: “ننصح الجنرال نيال بتنظيم حزبه الجديد على أسس ديمقراطية وتجنب التحريض على العنف بين مواطني جنوب السودان، ولا نريد أن يموت مواطنو جنوب السودان مجددا”.