الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في دارفور وتفشي الكوليرا يفتك بالسودان

حذر مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، الأربعاء، من أن مدينة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، باتت مُحاطة بالكامل، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والماء وتصاعد العنف ضد المدنيين.

ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن مصادر محلية قولها إن المدينة “تخضع فعلياً للحصار من جميع الاتجاهات”. وأشار إلى أن الأسواق باتت خاوية إلى حد كبير، بينما ارتفعت أسعار البضائع القليلة المتوفرة إلى حد بعيد. وتمنع الحواجز الترابية المقامة حول المدينة حركة المدنيين ووصول الإمدادات الإنسانية، مما يوقع السكان في فخ الحصار.

وتفاقم الوضع الإنساني هذا الأسبوع مع إغلاق المزيد من مطابخ المجتمع المحلية، التي كانت تمثل المصدر الأخير للغذاء للعديد من العائلات، وفقاً لعمال الإغاثة المحليين.

ووصف دوجاريك الوضع العام في السودان بأنه “متوتر ومتقلب”. بعد وصل الأزمة إلى ولاية النيل الأزرق، حيث نزح ما يقرب من 200 شخص من منازلهم في محلية التضامن في 11 أكتوبر مع انتشار القتال.

في أثناء ذلك، يواصل تفشي وباء الكوليرا الذي بدأ في يوليو 2024 حصد الأرواح في جميع أنحاء السودان. وأفادت وزارة الصحة عن تسجيل أكثر من 3,400 وفاة وقرابة 122,000 حالة اشتباه.

وتشهد إقليم دارفور ارتفاعاً سريعاً في الإصابات، حيث ينتشر المرض بين مجتمعات دمرها الصراع والجوع وانهيار الخدمات الصحية.

وذكرت الأمم المتحدة أن معدل الوفيات الناجمة عن الكوليرا “أعلى بكثير من عتبات الطوارئ”، في الوقت الذي تقترب فيه الأموال المخصصة للاستجابة من النفاد.

وجددت المنظمة الدولية دعوتها إلى جميع الأطراف المتحاربة إلى الالتزام بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية الآمن ودون عوائق.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لم يُمَوَّل النداء الإنساني للسودان هذا العام، البالغة قيمته 4.2 مليار دولار، إلا بأقل من 27%، حيث لم يتم استلام سوى 1.1 مليار دولار فقط.

وحث دوجاريك المانحين والمجتمع الدولي على “تكثيف دعمهم العاجل لشعب السودان”.