قامت مجموعة من أبناء زالنجي بمبادرة جديدة للاطلاع والقراءة، بأحد المنازل وسط المدينة هدفت لإنشاء مكتبة سُميت بـمكتبة زالنجي الثقافية وذلك الأسبوع الماضي.
ويأتي المبادرة بالرغم من الحرب ودوي أصوات المدافع بدعم مجموعة شباب مدينة زالنجي بالشراكة بين شباب مدينة زالنجي بدول المهجر وبعض المثقفين والكتاب على رأسهم الروائية استيلاء قايتانو من خلال مشروعها (اصنع فرقاً بكتاب)، والدكتور الحاج وراق وغيرهم من المهتمين بأمر الفكر في السودان وبالتعاون مع الغرفة التجارية في مدينة زالنجي، حيث أسست المكتبة وتم تزويدها بمجموعة من المؤلفات
والمراجع اللافتة، وسرعان ما شهدت اقبال من الجمهور، و اكتسبت المكتبة أهمية خاصة خلال فترة الحرب خاصة في ظل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت لتكون المكتبة البديل المناسب أمام الشباب.
وقال الشاب منتصر إبراهيم أحد رواد المكتبة لراديو تمازج إن المكتبة مثلت فرصة لتلاقي الشباب أيام الحرب للتداول في أمور البلاد وإشكالات الشباب المختلفة، مضيفاً أنها كانت إضافة حقيقية لقضاء وقت الفراغ وتحصيل المعارف.
من جانبه عبر الشاب محمد نورين أحد مؤسسي منتدى المكتبة الثقافية عن تقديره للقراء والمستنيرين في زالنجي الذين أسهموا بشكل كبير في أنجاح المنتدى مثمناً الدور الكبير للعمدة الزبير خميس عمدة مدينة زالنجي وأحد الرموز الأهلية والذي ساند مشروع المكتبة، مشيرا إلى أن المنتدى انطلق في أوقات عصيبة خاصة في أيام الحرب الأولى ولكن بإصرار وعزيمة رواد المكتبة حصل المنتدى على قدر كبير من التشجيع والإقبال لحضور فعالياتها.
من جانبها قالت إسراء مرجان نائب أمين المكتبة في إفادتها لراديو تمازج إن توعية المجتمع بقضاياه ومكافحة خطاب الكراهية وتعزيز لغة الحوار يشكل أحد أهم أهداف المكتبة، وأضافت أن تضافر جهود أبناء زالنجي والمهتمين بالوعي المعرفي عموما جعل من المكتبة واقعاً ملموساً، وأنها الآن صارت متاحة أمام الجمهور بصورة يومية للاطلاع والإعارة، وغير ذلك من الأنشطة الثقافية والتنافسية التي تجذب جمهور القراء من الفئات والمستويات العمرية المختلفة.
واوضحت إسراء أن فترة الحرب شكلت مناسبة مثالية لتفاعل الشباب مع المكتبة، حيث وضعت المكتبة خطط لتحديد اهتمامات الشباب من القضايا العامة وفتح المجال لمناقشة تلك القضايا وتبادل الأفكار بشأنها في مناخ من التسامح والديمقراطية.
تجدر الإشارة إلى أنه ومع تراجع حدة المواجهات وسيطرة الدعم السريع على المدينة برزت خلال الفترة الماضية مجموعة من المبادرات الشبابية في مجالات العمل الطوعي الخدمي اجتماعياً وثقافياً لتلافي آثار الحرب وتقديم المساعدة الممكنة في ظل أجواء تضيق معها فرص العمل الحكومي الرسمي.