نجاة 30 لاجئا سودانيًا بعد أن علقت مركبتهم خمسة أيام في الصحراء الليبية

 نجا نحو 30 لاجئا سودانيًا، بينهم نساء وأطفال، بعد أن تعطلت مركبتهم في عمق الصحراء الليبية لمدة خمسة أيام دون طعام أو ماء، وفق ما أفادت به السلطات المحلية في مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا.

وكانت المجموعة، التي ضمّت عائلات من إقليم دارفور، قد غادرت السودان عبر تشاد باتجاه ليبيا، قبل أن تتعطل مركبتهم على بعد 40 كيلومترًا من الحدود الليبية-التشادية، وسط درجات حرارة مرتفعة وانعدام وسائل الاتصال.

وتمكن فريق من الإسعاف المركزي للكفرة من إجلاء الركاب صباح يوم الاثنين 12 مايو.

وقال إبراهيم أبو الحسن، مدير جهاز الإسعاف المركزي في الكفرة، إن الشقيقين الليبيين محمد ومحمود عبد الكريم السكر عثروا على المركبة، صباح الأحد 11 مايو الحالي، وقدموا المساعدة للموجودين فيها، قبل أن يواصلوا البحث عن عدد من الركاب الذين غادروها طلبًا للنجدة.

وأضاف أبو الحسن في تصريح لتمازج “بعضهم كان على وشك فقدان الحياة بسبب العطش. تم العثور عليهم في اللحظة الأخيرة، وكانوا في حالة جفاف وصدمة، بينهم أطفال وكبار في السن. لحسن الحظ، لم تُسجل أي وفيات”.

وذكر أن فرق الإسعاف تحركت صباح الاثنين من الكفرة إلى موقع الحادث، على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب المدينة، حيث تم إجلاء الناجين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وأشار إلى أن المسافة الإجمالية التي قطعها فريق الإنقاذ تجاوزت 350 كيلومترًا.

وأوضح الركاب أن الرحلة انطلقت من منطقتي الحمرة والمالحة في شمال دارفور، مرورًا بتشاد، قبل أن تتعطل المركبة داخل الصحراء الليبية.

 وقالوا إنهم اضطروا لشرب البول ممزوجًا بالشاي والتراب في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة.

وأشاروا إلى أن العطش الشديد والإنهاك الجسدي أفقدهم القدرة على الكلام، وظلوا على هذا الوضع لأيام دون أي وسيلة لطلب النجدة.

وقالت رحمة محمدين، إحدى الناجيات، في حديث لتمازج إن الرحلة انطلقت من منطقة المالحة في شمال دارفور، وإن الركاب اضطروا إلى شرب البول المخلوط بالشاي والتراب من أجل البقاء على قيد الحياة.

وقال أبو الحسن إن الحادث يعكس مخاطر السفر في الصحراء بمركبات غير مجهزة ودون وسائل اتصال أو خطط طوارئ. 

وأضاف “نقل العائلات في مثل هذه الظروف قد يُعرض أرواحًا كثيرة للخطر، وقد يرقى إلى مستوى الجريمة”.

وتشهد المناطق الحدودية في الصحراء الكبرى حوادث مماثلة بشكل متكرر، مع تزايد تدفق النازحين السودانيين الفارين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، وسط تدهور الوضع الإنساني وصعوبة الوصول إلى الممرات الآمنة.

وتمنى أبو الحسن أن يعود الأمن إلى السودان في أقرب وقت، حتى يتمكن السودانيون من العودة إلى ديارهم بأمان”.