حذرت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية يوم الخميس، من فظائع واسعة النطاق وعنف عرقي مُستهدف في إقليم دارفور بالسودان، مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع المنافسة.
عززت قوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية قوية ذات جذور في ميليشيا الجنجويد، سيطرتها على دارفور منذ أن فقد الجيش السيطرة على العاصمة الخرطوم في مارس، ولطالما كانت المنطقة بؤرة صراع، حيث اتُهم الجنجويد بارتكاب إبادة جماعية في أوائل القرن الحادي والعشرين.
في تقرير جديد، ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أنها وثّقت روايات مروعة من مدنيين ومرضى بين مايو 2024 ومايو 2025، مشيرةً إلى هجمات متعمدة على مجتمعات عرقية غير عربية.
منذ مايو 2024، حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور وآخر معاقل الجيش في المنطقة.
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من تزايد التهديدات بشن هجوم شامل على المدينة، حيث يعاني مئات الآلاف من نقص الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية.
ووصف التقرير “عنفًا ممنهجًا”، يشمل عمليات قتل جماعي واعتداءات جنسية ونهبًا واختطافًا وتجويعًا وهجمات على المدنيين والمرافق الصحية.
وقال شهود عيان إن مقاتلي قوات الدعم السريع أدلوا بتصريحات مُرعبة حول خطط “تطهير الفاشر” من الجماعات العرقية غير العربية، وخاصةً قبيلة الزغاوة.
وأثارت هذه التصريحات مخاوف من تكرار مذبحة العام الماضي التي استهدفت قبيلة المساليت في غرب دارفور.
وعلقت منظمة أطباء بلا حدود عملياتها في الفاشر ومخيم زمزم القريب للنازحين في وقت سابق من هذا العام بعد هجمات متكررة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في وقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة.
خلّف الصراع في السودان، الذي دخل عامه الثالث، أكثر من 13 مليون نازح وعشرات الآلاف من القتلى. وتصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة جوع ونزوح في العالم.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، يواجه أكثر من مليون شخص في شمال دارفور وحدها مجاعة وشيكة.
ولا تزال البلاد منقسمة، إذ يسيطر الجيش على الشرق والوسط والشمال، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور وأجزاء من الجنوب.