التقى مسؤول سوداني رفيع المستوى يوم الاثنين برئيس جنوب السودان في محاولة لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، في ظل تزايد حدة الصراع في السودان، وما يترتب عليه من ضغوط اقتصادية وعدم استقرار إقليمي.
ترأس مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، وفداً إلى جوبا لإجراء محادثات مع الرئيس سلفا كير ميارديت، ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية. وتأتي هذه المناقشات في الوقت الذي يصارع فيه السودان حرباً مدمرة بين جيشه وقوات الدعم السريع، دخلت عامها الثاني.
وأفاد وزير خارجية جنوب السودان، ماندي سيمايا كومبا، للصحفيين بأن المحادثات أكدت توسيع التعاون الاقتصادي ومعالجة المخاوف الأمنية الإقليمية. مبينا أن الوفد السوداني أطلع سلفاكير، على الأوضاع الأمنية والاقتصادية في السودان.
وأضاف “أردنا تأكيد التزام جوبا بتعزيز التعاون السلمي والتنمية المشتركة مع السودان”.
وقال سفير السودان لدى جنوب السودان، عصام محمد حسن كرار، بأن الخرطوم تعتزم تعميق العلاقات في جميع القطاعات.
ويشير محللون إلى أن الدافع الأساسي للزيارة كان الحاجة الملحة للسودان لإحياء المفاوضات المتوقفة بشأن صادرات النفط، والتي تعد مصدرا حيوياً للإيرادات، في ظل الضغوط الاقتصادية المتصاعدة.
وقال المحلل السياسي السوداني حاتم أيوب أبو الحسن: “تهدف المحادثات إلى إعادة فتح ملف النفط المتوقف، والذي استخدمه السودان في السابق كورقة ضغط ضد جنوب السودان”. وأشار إلى أن عقار، الذي يُنظر إليه على أنه يمتلك علاقات وثيقة مع جوبا ضمن الفصائل الحاكمة في السودان، مؤهل للوساطة.
وقال المحلل السياسي لراديو تمازج “أن تعنت السودان قد أدى في السابق إلى عرقلة المفاوضات، لكن تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء كامل إدريس زاد إلحاح الخرطوم لتأمين إيرادات النفط”.
تتزامن الزيارة مع تصاعد التوترات في السودان، حيث شكلت قوات الدعم السريع على حكومة منافسة مقرها في إقليم دارفور، ما يعمق الانقسام الفعلي للبلاد.
وقد أسفر الصراع، الذي اندلع في أبريل 2023 بسبب نزاعات مرتبطة بالتحول السياسي في السودان، عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 15 مليون شخص، وأدى إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأنه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
في حين لا تزال العلاقات الدبلوماسية بين البلدين متوترة، قال أبو الحسن إن الجانبين يتقاسمان مصلحة متبادلة في حل النزاعات المتعلقة بالنفط والحدود، خاصة وأن الحكومة السودانية الموازية المتوقعة قد تزيد تعقيد المفاوضات.