إحتجاز نساء وتحويلهن إلى رقيق جنس في “معسكرات للإغتصاب” بجنوب السودان

اختطفت امرأة من قبل جنود وتم اقتيادها إلى معسكر للجيش، حيث تعرضت للاغتصاب الجماعي عدة مرات لمدة شهرين.

اختطفت امرأة من قبل جنود وتم اقتيادها إلى معسكر للجيش، حيث تعرضت للاغتصاب الجماعي عدة مرات لمدة شهرين.

واختطفت امرأة آخرى وشقيقتها البالغة من العمر 15 عاما وكانتا تتعرضان للاغتصاب كل ليلة لمدة خمس أيام. كما اختطفت امرأة ثالثة واقتيدت إلى الأحراش مع ابنتها البالغة من العمر 12 عاما حيث تعرضت للاغتصاب.

اختطاف النساء والفتيات وتحويلهن كرقيق جنس؟ بعضهن تم احتجازهن إلى أجل غير مسمى، مع المئات من النساء الآخرين في معسكرات الاغتصاب السرية – هو جانب جديد مثير للقلق من الصراع في جنوب السودان المستمر لمدة 21 شهرا، وتعتبر بالفعل جرائم حرب موثقة وانتهاكات لحقوق الإنسان.

يعرف العالم الفتيات النيجيريات المختطفات من قبل جماعة بوكو حرام في أبريل 2014، وكذلك نساء الطائفة اليذيدية المختطفات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن محنة الآلاف من النساء والفتيات في جنوب السودان في الدولة الوليدة اللائي تعرضن للاختطاف والاغتصاب الوحشي عدة مرات وتحويلهن لرقيق جنس لا تزال مخفية حتى الآن.

كشفت العشرات من المقابلات التي أجرتها وكالة فرانس برس في شمال ولاية الوحدة شمال عن وجود اختطاف واغتصابات ممنهجة ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها خلال الهجوم الأخير على المدينة.

وركز التحقيق على الهجمات التي شنتها القوات الحكومية ولكن كلا الجانبين ارتكبا مجازر عرقية، وتجنيد أطفال وقتلهم وارتكاب اغتصاب على نطاق واسع وممارسة التعذيب والتهجير القسري للسكان من مناطقهم لـ”تطهير” مناطق خصومهم.

اختطاف واغتصاب منهجي

نيابينا تجربة ماثلة

ألقي القبض على الأم البالغة من العمر 30 عندما هاجم الجنود قريتها في مقاطعة ربكونا في ابريل. وقتل الرجال والفتيان ونهبت منازلهم وأحرقت. وألقي القبض على النساء والفتيات على حد سواء. وكانت هي من بين 40 ارمأة أخذت من مستوطنتين مجاورتين والآبار، تحدثت والدموع تنزل من عينيها عن كيفية تفريقها من تمزق أطفالها الخمسة.

كانوا يسيرون إلى مقاطعة ميوم عندما تم احتجاز نيبينا في كوتونق وهو معقل اللواء ماثيو بولجانق وهو قائد ميليشيا بول نوير أحد القبائل المتحالفة مع الجيش الحكومي الذي يقاتل المتمردين منذ ديسمبر عام 2013.

وما بين أبريل إلى يوليو من هذا العام شنت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان وميليشيا بولجانق هجوما وصفها محققي الأمم المتحدة في تقرير في شهر أغسطسط بأنها “سياسة الأرض المحروقة”.

وقد عزل القتال والفيضانات أجزاء كبيرة من جنوب السودان وبات الوصول إليها صعبا، مما حدى بعمال الاغاثة إلى وصف جنوب ولاية الوحدة بأنها “معلومات الثقب الأسود”.

وقال محققو حقوق الإنسان: “لا أحد يعرف ما يحدث في مقاطعة مايوم”، حيث تم احتجاز العديد من النساء. وقدر خبير عسكري أن “الآلاف من النساء” تم اختطافهن خلال الهجوم.

وأضاف “في كافة المقاطعات الواقعة جنوب ولاية الوحدة الوضع كما هو، النساء اللائي تمكن من الهروب محظوظات أما اللائي لم يتمكن من ذلك فتعرضن للاغتصاب أو القتل. احتجاز النساء يبدو بصورة منهجية وقد يدوم ليوم واحد أو إلى الأبد”.

النساء اللائي تمكن من الهرب سردن قصصهن بأصوات منخفضة وتعرض بعضهن للكوابيس والفزع أثناء الليل لتفكيرهن أنهن ما زلن فأسيرات.

بعد اختطافها طلبت من نيابينا العمل خلال اليوم، حيث كانت تحمل البضائع المنهوبة والمواد الغذائية، وتقوم بجمع المياه، وكانت محروسة باستمرار خلال النهار بينما يتم ربطها أثناء الليل مع نساء أخريات.

وقالت “عندما يريد أحد الجنود ممارسة الجنس يأتي ويفك رباطنا ويأخذنا بعيدا، وعندما ينتهي يعيدنا إلى حيث كنا ويقوم بربطنا من جديد”. وأضافت أن النساء كن يتعرضن للاغتصاب من قبل اربعة رجال في اليلة الواحدة.

واوضحت ان النساء اللائي يرفضن او يقاومن الاغتصاب يتم قتلهن ونكتشف في الصباح انهن مفقودات. وكشفت ان من بين الفتيات الاربعين اللائي اختطفن معها اختفت عشرة منهن.

ضحايا لا تتجاوز أعمارهن  12 عاما

اختطفت نيماي، وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 38 من قريتها في مقاطعة كوج. وكانت تحرس باستمرار ويتم ربطها بشكل متكرر وكان ما لا يقل عن 10 جنديا يصطفون ليلا لاغتصابها.

وكانت تقول لهم “من فضلكم، اسمحوا لرجل واحد فقط أن يأتي، لا تأتوا جميعا”، ولكنها كانت تتعرض للضرب بالعصا على رأسها.

وفي حالة أخرى، تم اختطاف ثلاثة من بنات نياتواش في شهر مايو خلال هجوم على قرية في ربكونا. ولا تزال اثنان منهم مختفيات ولكن ابنتها البالغة من العمر 17 فرت مع ثلاثة من بنات أعمامها. ولكنهن عادوا مرضات جدا وضعفت أجسادهن.

وقالت نياتواش “كانت أجسادهن هزيلة جدا وينزفن كثيرا بسبب لتعرضهن للاغتصاب الجماعي” في إشارة إلى أعراض الناسور البولي وهو مرض يتسبب في تهتك للجدرا الفاصل بين المهبل والمثانة أو المستقيم وهذا يحدث نتيجة للاغتصاب العنيف.

وكانت الفتيات الأخريات اللائي تعرضن للاغتصاب عدة مرات حتى تعرضن للنزيف الحاد واصبحن غير قادرات على التحمل، يتم اطلاق سراحهن أو قتلهن.

وتقول نياتواش “عندما تتعرضت الفتيات للكسر يتم التخلص منهن”.

وجدت ريبيكا ابنتها البالغة من العمر 12 عاما مرة أخرى في اليوم التالي عقب الهجوم على قريتهم في مقاطعة كوك.

واخبرت الفتاة أمها بالقول “عندما أخذوني، قاموا باستغلالي”. وقامت الأم ربيكا بغلى بعض الماء وقامت بغسل ابنتها ببعض الملابس الساخنة.

وأخبرتها قائلة “لا يمككنا فعل أي شئ، إنه كذلك”.