وزير مالية جنوب السودان يحذر من “أشهر صعبة” مقبلة لإنعاش الاقتصاد

تعهد وزير مالية جنوب السودان، الدكتور باك برنابا شول، يوم الخميس بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية وإجراءات التقشف لتحقيق الاستقرار لاقتصاد البلاد المتعثر وتقليل الاعتماد على عائدات النفط.

وفي كلمة ألقاها في حفل استقباله بوزارة المالية والتخطيط في جوبا، قال باك إن الحكومة ستشدد الإنفاق، وتعزز تحصيل الإيرادات المحلية لتجاوز ما وصفه بأنه أحد أصعب الفترات الاقتصادية في تاريخ البلاد.

وقال باك لموظفي الوزارة: “يجب أن نركز على زيادة التحصيل وتقليل الإنفاق، وسيظل الوضع صعبا خلال الأشهر القليلة المقبلة قبل أن يتحسن”.

وأضاف “تشجع إجراءات التقشف على المزيد من التحصيل، ولكن إنفاق أقل هذه هي الطريقة الوحيدة لإصلاح اقتصادنا”.

وقال باك، الذي شغل سابقا منصب وزير المالية بين أغسطس 2023 ومارس 2024، إن عودته إلى المنصب تمثل فرصة لمواصلة الإصلاحات التي بدأت العام الماضي، بما في ذلك التحقق من كشوف المرتبات، والقضاء على “العاملين الوهميين”، وإلغاء العقود غير الضرورية.

وأشار إلى أن الجهود السابقة لتنويع الاقتصاد وتطبيق الانضباط المالي واجهت مقاومة من داخل المؤسسات الحكومية، ومن منتقدي وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه أكد ضرورة استمرار الإصلاحات لصالح البلاد.

وتابع: “في المرة الماضية، حاولنا تقليل الاعتماد على عائدات النفط والتركيز على الزراعة والتعدين وإصلاحات الضرائب، وكانت هناك معارضة تامة، حتى من داخل الوزارة”. وأضاف: “لكنني لا أحمل ضغينة، والتغيير صعب، ولكنه ضروري”.

وحث باك موظفي الخدمة المدنية على التحلي بالصبر والمرونة، مضيفًا أن الحكومة ستحسن في نهاية الأمر الرواتب والحوافز بمجرد استقرار الوضع الاقتصادي.

وحذر من المعلومات المضللة والدعاية السياسية التي قال إنها قوضت عمل الوزارة، وأدت إلى تغييرات متكررة في القيادة.

وقال: “ليس من السهل تطبيق الإصلاحات في غضون بضعة أشهر”. وأضاف: “يحتاج الوزير إلى وقت للتخطيط والتنظيم والتنفيذ، وإذا أحدثتم ضوضاء، فلن يأتي المال، ودعونا نمنح القيادة الوقت الكافي للإنجاز”.

وكما دعا الوزير مواطني جنوب السودان إلى تبني الاعتماد على الذات من خلال الزراعة والمشاريع الخاصة، مشيراً إلى الحاجة إلى تقليل الاعتماد على التوظيف الحكومي.

وتابع: “أحثكم على الخروج والزراعة، لإنشاء مصدر دخل آخر، ولنتحلَّ بالاجتهاد، ولنكن مكافحين”.

وأكد باك مجدداً التزامه بالشفافية والتحول الاقتصادي من خلال الانضباط المالي والتنويع ونمو الإنتاج.

وقال: “يجب أن نعيد تنظيم تحصيل الضرائب لدينا، ووقف المدفوعات والعقود العشوائية، والتركيز على النفط والزراعة والتعدين، ومهمة التحول الاقتصادي هذه تتطلب الصبر والإيمان والعمل الجاد”.

وكان الرئيس سلفا كير قد أعاد تعيين باك على رأس وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي يوم الاثنين بعد إقالة سلفه، أثيان دينق أثيان، في أعقاب أشهر من تفاقم التضخم وتأخر رواتب القطاع العام.

يُذكر أن اقتصاد جنوب السودان تضرر بسبب سنوات من الصراع والصدمات العالمية والحرب في السودان المجاور، التي عطلت طرق تصدير النفط الحيوية. وتعتمد البلاد على النفط للحصول على أكثر من 90% من إيرادات الحكومة.