حذرت الأمم المتحدة يوم الأربعاء من تدهور سريع للوضع الأمني في منطقة أبيي المتنازع عليها، حيث تواصل العناصر المسلحة من السودان وجنوب السودان العمل في المنطقة، منتهكة بذلك وضعها كمنطقة منزوعة السلاح وخالية من الأسلحة.
وفي إحاطة لمجلس الأمن، قالت مارثا آما أكيا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الأفريقية، إن وجود قوات الدعم السريع السودانية في شمال أبيي والقوات الأمنية لجنوب السودان يغذي حالة عدم الاستقرار ويهدد المدنيين.
وقالت بوبي: “إن وجود الجهات المسلحة، بما في ذلك قوات الدعم السريع، أدى إلى إنشاء نقاط تفتيش غير قانونية في شمال أبيي، وساهم في ارتفاع مستويات الجريمة. كما تواصل قوات الأمن لجنوب السودان تواجدها في جنوب أبيي، مما يعد انتهاكًا لوضع المنطقة المنزوعة السلاح.”
وأشارت بوبي إلى أن وجوداً متزايدا لقوات الدعم السريع في شمال أبيي، وتحديداً حول سوق أميت، وهو مركز تجاري حيوي بين مجتمعي المسيرية ودينكا نقوك أصبح مصدرًا رئيسيًا للتوتر.
وذكرت: “أن النمو السريع للسوق جعله نقطة اشتعال محتملة للتوترات بين المجتمعات”. مضيفة أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تضطر بانتظام إلى التواصل مع الجماعات المسلحة لإزالة نقاط التفتيش غير القانونية وتذكيرهم بأن وجودهم غير قانوني.
كما أفادت بوبي بأن قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها احتجزت أعضاء من لجان حماية المجتمع ومسؤولين معينين من الخرطوم، ودعت إلى الإفراج الفوري عنهم.
وقالت المسؤولة الأممية إن قوات جنوب السودان تواصل احتلال أجزاء من جنوب أبيي، مشيرة إلى الاشتباكات التي وقعت في أكتوبر بين عناصر من قوات دفاع شعب جنوب السودان، عند مفترق طرق “أطونج”، مما أسفر عن مقتل عدة جنود، وأجبر أكثر من 100 مدني على اللجوء إلى قواعد الأمم المتحدة.
ودعت بوبي إلى “الانسحاب الفوري لجميع القوات المسلحة والجهات المسلحة الأخرى من أبيي، بما يتوافق مع وضعها الخالي من الأسلحة.”
وعلى الرغم من وجود الجماعات المسلحة، أفادت بعثة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي، بأن العنف بين مجتمعي دينكا نقوك والمسيرية قد انخفض، ويرجع ذلك جزئيا إلى مبادرات السلام. ومع ذلك، لا تزال التوترات مرتفعة؛ حيث أدى القتال الأخير بين مجتمعي دينكا نقوك والنوير إلى نزوح أكثر من 150 شخصًا، الذين لجأوا أيضًا إلى قواعد الأمم المتحدة.
وحذرت بوبي من أن الحرب الأوسع في السودان قد أثرت بشدة على عمليات البعثة الأممية، مما أجبرها على الانسحاب من قاعدتها اللوجستية في كادقلي بعد هجمات الطائرات المسيرة والقتال القريب.
وحثت بوبي الخرطوم وجوبا على تسريع تنفيذ الترتيبات الأمنية والإدارية لأبيي وتسهيل نشر وحدات الشرطة المشكلة التابعة للأمم المتحدة المأذون لها للمساعدة على استعادة القانون والنظام في المناطق الرئيسية.
واختتمت بوبي تحذيرها قائلة: “أبيي على مفترق طرق، فبدون انسحاب القوات المسلحة والدعم المستمر من الحكومتين، يمكن أن يتلاشى السلام الهش.”
أبيي هي منطقة حدودية متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، غنية بالمراعي ويعتقد أنها تحتوي على احتياطيات نفطية.



