قال السفير النرويجي لدى جنوب السودان، السفير روار هوغسدال، بأن بلاده تتفق مع تقييم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بأن اتفاق السلام في جنوب السودان “مُنهار”. جاء ذلك خلال مقابلة حصرية مع راديو تمازج، حيث أكد السفير على الحاجة الملحة إلى حوار بين الأطراف المعنية لإيجاد طريق للمضي قدما في تنفيذ الاتفاق.
وشدد هوغسدال، على أن هذا الحوار لا يمكن أن يتحقق، بينما أحد أطراف الاتفاق قيد الاحتجاز، في إشارة إلى النائب الأول للرئيس، الدكتور رياك مشار. وأكد أن التطورات الأخيرة في جنوب السودان تمثل أزمة سياسية لا يمكن حلها بالعنف، بل من خلال الحوار فقط.
وأوضح السفير أن النرويج، لكي تدعم انتخابات جنوب السودان المؤجلة مرتين، تحتاج إلى رؤية البلاد تقود عملية التحضير بشكل فعال. وأضاف: “يجب أن تجري الانتخابات في عام 2026، هذا هو آخر موعد للتمديد، النرويج لم تدعم التأجيل السابق للانتخابات”.
وأشار إلى أن خبراء الانتخابات يؤكدون الحاجة إلى 18 شهراً على الأقل للتحضير للانتخابات، وأن الوقت يمر بسرعة. وأكد أن تسجيل الناخبين هو الخطوة الأولى الحاسمة، وأن الحكومة الانتقالية بحاجة إلى العودة إلى الحوار لتحقيق ذلك، وإنهاء القتال والمعاناة الإنسانية.
وأعرب عن قلق النرويج إزاء تقلص الحيز المدني في جنوب السودان، وأكد أهمية دعم المجتمع المدني والإعلام الحر. وأضاف: “المجتمع المدني أساسي للديمقراطية، وحرية الصحافة وحماية حقوق الإنسان في صميم سياستنا الخارجية”.
وفيما يتعلق بالفساد، أكد السفير أن جنوب السودان، وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية، هي للأسف الدولة الأكثر فسادا في العالم. وأضاف: “النرويج تشارك حاليا في رئاسة لجنة الإشراف على إدارة المالية العامة، ونستخدم كل فرصة لتسليط الضوء على الحاجة إلى المساءلة والشفافية”.
واختتم السفير تصريحاته بدعوة قادة جنوب السودان إلى وضع شعبهم في المقام الأول، وأكد أن المجتمع الدولي سيقدم الدعم إذا رأى تغييرا حقيقيا على الأرض.